Monday 19 May 2025
فن وثقافة

مؤسسة الموكار بطانطان تبرز قوة شخصية المرأة الصحراوية من خلال ندوة "التبراع" 

مؤسسة الموكار بطانطان تبرز قوة شخصية المرأة الصحراوية من خلال ندوة "التبراع"  عبد الله العلوي رفقة الشاعرة خديجة لعبيد (الناهة)
دأبت مؤسسة أموكار طائطان على تنظيم الندوة الثقافية الرئيسة لموسم طانطان للمهرجان سعيا منها إلى إثراء واغناء البرنامج الثقافي الذي يضم عدد كبير من اللقاءات والندوات الثقافية التي تنظم بشراكة مع عدد من جمعيات المجتمع المدني الفاعلة بمدينة طانطان.

قال عبد الله العلوي، عضو مؤسسة الموكار، المنظمة لموسم طانطان، أن اختيار موضوع: "الشعر النسائي في الصحراء: التبراع من الممارسة إلى التوثيق"، يكتسب أهمية كبيرة لكونه جنساً أدبيا خاصاً، من الشعر الحساني وكإبداع أدبي مختلف عن غيره من حيث البنية وظروف الأداء.

وزاد العلوي قائلا في افتتاح الندوة، الأحد 18 ماي 2025، نيابة عن فاضل بنيعيش، رئيس مؤسسة الموكار، أن التبراع دليل على تقدير واحتفاء البيضان بالمرأة وما تبدعه، بل إنه دليل على فرض المرأة البيضانية حضورها في المشهد الثقافي، وتوقيعها ببصمتها الخاصة على الإبداع الشعري الرائق، والمختلف.

وبخصوص تميز شعر التبراع، قال العلوي، إنه مختلف من وجوه عدة، من بينها، أنه مختلف أو بالأحرى متميز، لأنه حفر في ذاكرة الشعر مصطلحا مختلفا عن عموم الشعر الحساني المعروف اصطلاحا ب "لغن"، إذ أن التبراع، وإن حشره الدارسون ضمن لغن أو شعر الحسانية، مختلف من حيث البنية التي تناسب نعومة تاء التأنيث التي قال عنها أحد كبار الصوفية كل ما لا يؤنث لا يعول عليه، فالتبريعة ليست سوى: قصيدة صغيرة من شطرين ذات روي واحد، خلافاً للكاف والطلعة، كما أكدت "كاثرين تين الشيخ"، إنه شعر عاطفي في الغالب، كما هو الحال بالنسبة إلى شعر العروبيات بفاس الذي جمع منه محمد الفاسي في كتابه "رباعيات نساء فاس العروبيات"، غير أن التجديد من التبراع، فأضحت التبريعات تتناول مواضيع أخرى وطنية ودولية وإنسانية، كما ذكرت الدكتورة العالية ماء العينين في دراستها القيمة، "نساء على أجنحة التبراع". إنه يعكس قوة شخصية المرأة الحسانية وقدرتها على التخفف من رقابة وسلطة المجتمع ومن التنازل عن أخلاق نساء البيضان اللاتي تغلب عليهن الحشمة بمغزاها الاجتماعي.

وختم عبد الله العلوي، كلمته بالتأكيد على ما تبذله مؤسسة الموكار، من جهد في توثيق قدر من التبراع، ونقله من الشفاهة إلى التدوين، مشيدا بمنجز أكاديمية المملكة المغربية التي وفرت للقارئ العربي والأجنبي كتابا هاماً يتضمن عدداً كبيرا من نماذج شعر نساء الصحراء، التبراع، مع ترجمتها إلى الفرنسية.