السبت 20 إبريل 2024
سياسة

نبيلة منيب: هذا فراق بيننا والإسلاميين، وفيدرالية اليسار هي البديل المنتظر

نبيلة منيب: هذا فراق بيننا والإسلاميين، وفيدرالية اليسار هي البديل المنتظر نبيلة منيب اثناء إلقاء كلمتها في المؤتمر

45 دقيقة هي المدة التي استغرقتها كلمة؛ نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الرابع المنعقد مساء اليوم الجمعة 19 يناير 2018، صالت وجالت عبر مختلف الجهات والأقاليم والقرى، بل ومناطق التوتر في العالم العربي، منددة وشاجبة لقوى الفساد والتحكم في مصير المواطنين والشعوب التواقة للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، حيث ربطت المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الريف بمطالبة المنتظم الدولي بتنزيل قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وقالت: "ننخرط وندعم كل النضالات الشعبية، ونستحضر كل انتظارات المغاربة وسنقاوم كل مظاهر الفساد ونشدد على ربط المسؤولية بالمحاسبة".

وبنفس الحدة الخطابية، عرَّت واقع الأحزاب في المغرب التي تخلت عن الإنصات لنبض المواطنين وتطلعاتهم لمجتمع تسود فيه قيم الحرية "والحال أن لدينا نخب حزبية تربط مصالحها بالسلطة القائمة، فأصبحت تابعة غير مؤثرة، مما سمح بعودة الاستبداد لما قبل 2011".

ورغم انتقادها للحالة الموضوعية، فإن للذات اليسارية شكل لها حضورا في كلمتها: " نساءل أدواتنا الداخلية في أسباب ضعف التأثير أمام توسع دائرة الفساد، من هنا نعتبر الفيدرالية النواة الصلبة لليسار نحو التغيير الديمقراطي، وسنستدرك كل الفرص الضائعة بدءا من إخفاق الكتلة التاريخية إلى حركة عشرين فبراير، في تحقيق النقلة التاريخية نحو المجتمع الديمقراطي ودولة الحق والقانون والمؤسسات، معتزين بكون فيدرالية اليسار تشكل البديل المنتظر".

كما كان للحكومة حظها من الانتقاد، فهي حكومة متحكم فيها من لوبيات داخلية وخارجية، وحكومتنا تقوم بإدارة الأعمال ولا تتوفر غلى القدرة والارادة لمحاربة الفساد، ولنا أن نستحضر كيف هي بارعة في ضرب القدرة الشرائية للمواطنين والتصدي الأمني لكل حراك اجتماعي مشروع، والمدخل في ذلك هو ضرب المدرسة العمومية، ومجانية التعليم تحت أسماء مختلفة، من هنا نعتبر إصلاح المنظومة التربوية أم المعارك"، كما وجهت نبيلة منيب سهام الانتقاد أيضا لما اعتبرته "الريع الاعلامي الذي سكت عن فضح الواقع بفساده ومفسديه". ولأن القضية الوطنية لا مزايدة فيها، فقد دعت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، لتحريرها من الدهاليز الضيقة للقرار، وانفتاح كبير على الأحزاب الديمقراطية والتقدمية، "مدخلها الديمقراطية وفصل السلط واحترام حقوق الإنسان وقطع انفراد النظام بالملف، وتفعيل الجهوية لتحقيق التوازن لبناء التنمية، القضية الوطنية شأن عام، لا يمكن تصور أي حل لنزاع الصحراء إلا بالسيادة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية لهذا فتحنا الحوار مع أطراف النزاع داخليا وخارجيا، بعيدا عن ترهات قرع طبول الحرب".

ولأن التنسيق مع التيارات الإسلامية نال حظه في النقاش داخل الفضاءات اليسارية، فقد قطعت نبيلة منيب، الشك باليقين، وأطلقتها عاليا، كون التيارات الاسلاموية لا تومن بالديمقراطية وهي على أتم استعداد للانقلاب عليها، عندما تتمكن من دواليب الدولة".

ويشارك في المؤتمر الرابع للحزب الاشتراكي الموحد 900 مؤتمر، سيكونون أمام امتحان ديمقراطي في اختيار أرضية من بين ثلاث أرضيات مطروحة، لتشكل مسار الحزب في الولاية المقبلة، ويتعلق الأمر  ب "الأفق الجديد"، ومنسقتها نبيلة منيب، و "المواطن والمناصفة"، ومنسقها العلمي الحروني، و"التغيير الديمقراطي"، لمنسقها حميد مجدي.