Saturday 10 May 2025
مجتمع

علام الخيل البوعبادي: الفوز بإحدى الميداليات رهين بالحفاظ على روح "القتال والإرادة القوية"

علام الخيل البوعبادي: الفوز بإحدى الميداليات رهين بالحفاظ على روح "القتال والإرادة القوية"

"البارود تيسير الله والنصر من الله"..بهذه العبارة استهل العلام المتميز عبد الجليل البوعبادي الذي صعد نجمه خلال اليوم الثاني من منافسات جائزة الحسن الثاني لفن التبوريدة بدار السلام، حديثه مع "أنفاس بريس". البوعبادي ابن مدينة لفقيه بن صالح المعروفة بخيولها وفرسانها الأشاوس ومهرجاناتها الجميلة المنتصرة للفروسية التقليدية، ازداد تزامنا مع انطلاق المسيرة الخضراء سنة 1975، معلنا صيحته الأولى على فراش الفرح في كنف أسرة تعشق الخيل والبارود أبا عن جد.. رضع حليب الأم بنهم، ونضج عوده على إيقاع سنابك الخيل والأغاني التي تمجد بطولات الفرسان، وخبر ثقافة مجتمعه الرعوي بكل تفاصيلها العميقة، فتلقحت ذاكرته الطفولية بمشاهد ظلت عالقة بذهنه حيث رسمت طريقه نحو حب وعشق الفروسية والفرسان. 20 سنة بعد ذلك اشتد عود عبد الجليل فتشبت بانتمائه الأصيل لعالم التبوريدة، وازداد شغفه راسما طريق المجد داخل محرك الخيل.

خبر عبد الجليل البوعبادي ميدان الفروسية بدار السلام وصعد لمنصة التتويج سابقا، وسجل حضورا متميزا بالعديد من المهرجانات والتظاهرات التراثية سواء داخل المغرب أو خارجه، واستقطب جمهورا غفيرا ومشجعين عاشقين للغة البارود سواء خلال الإقصائيات الإقليمية أو الجهوية والوطنية لدار السلام، أو بمهرجانات بوزنيقة والبير الجديد والفقيه بن صالح، دون الحديث عن الأثر الطيب الذي تركه في نفوس الجالية المغربية سواء بفرنسا أو بدولة الإمارات رفقة فرسانه وخيوله الجميلة، حيث يقول "الفروسية التقليدية هي الوحيدة القادرة على إدخال الفرحة على قلوب المغاربة، لأنها تختزل تراث شعب عريق، وترسم ملاحمه التاريخية".

وعن كتيبة فرسانه المغاور قال لـ "أنفاس بريس"، جميع الفرسان ضمن فريقي لهم أصول بدوية، معروفون بعشقهم لتربية الخيول، وممارسة فن التبوريدة التي ورثوها أبا عن جد، يعتبرون أنفسهم جسدا واحدا فوق صهوات جيادهم، لا يتركون هامشا للعشوائية داخل المحرك. علما، يضيف العلام عبد الجليل البوعبادي، أن "لا ثقة في البارود" و"البارود تيسير من الله"، مؤكدا في تصريحه أن فرسانه وخيولهم قد اكتسبت مهارات فنية على مستوى الحركات الموحدة، ويتعاملون مع زناد "لمكاحل" وفق صيحاته ورموز رسائلها المشفرة التي ألفوا التعامل معها وسط المجبد.

يعشق أسد فرسان لفقيه بن صالح الخيول ذات اللون "الأزرق والأدهم" لجمالها وأصولها العريقة في ميدان التبوريدة، وحضورها في أغاني العيطة التي مجدتها، حسب تصريحه لـ "أنفاس بريس".. ويشدد على أهمية اللباس التقليدي ومستلزمات الفرس والفروسية (سروج أصيلة، لباس الحيك والسلهام لبزيوي، ومكاحل ذات جودة عالية ومؤمنة.....). على اعتبار، يضيف علام سربة لفقيه بن صالح أن هذا المنتوج التقليدي هو أساس فرض الذات أمام الجمهور والحكام والمتتبعين ويدخل ضمن المحافظة على التراث المغربي وثقافته الشعبية المتجذرة، ويعتمد في عملية التنقيط بدار السلام.

دار السلام بالنسبة لعبد الجليل البوعبادي محطة وطنية لإبراز خصوصية الشعب المغربي وتعلقه بالفروسية التقليدية وبثروة خيوله العربية والبربرية، وصناعته وحرفه التقليدية المرتبطة بفن التبوريدة. ويرى علام الخيل أن هناك تطورا مهما على مستوى تثمين هذا التراث الشعبي، والرقي به إلى المستوى المطلوب بعد أن وفرت له من طرف الدولة كل شروط ذلك مستدلا بمحطة صالون الفرس والاهتمام بالفرسان، معبرا عن إحساسه بالاعتزاز للانتماء لدائرة عشاق الخيل والبارود، مؤكدا على أن الدورة 17 لجائزة الحسن الثاني محطة متميزة بحضور 16 سربة من فئة الكبار تمثل مناطقها ومجالاتها الجغرافية بشرف وتتوفر على المؤهلات التقنية والفنية والتراثية لخلق المفاجآت هذه السنة، معتبرا أن طموح كل العلامة نحو منصة التتويج هو طموح مشروع لكن يبقى الحظ هو سيد الموقف أمام إكراهات العامل النفسي والاجهاد البدني للخيول والفرسان.

وختم عبد الجليل البوعبادي تصريحه لـ "أنفاس بريس" قائلا إن الفوز بإحدى الميداليات رهين بالحفاظ على روح "القتال" والإرادة القوية، والانضباط للتوجيهات وانسجام الخيول والفرسان، دون أن يغلب جانب "الطمع" على هامش إثبات الذات، معربا عن سعادته رفقة كتيبته التي حظيت بشرف تمثيل منطقة لفقيه بن صالح وجهة بني ملال خنيفرة موجها تحياته للجمهور خارج وداخل الوطن.