لاحظ العديد من المواطنين والمواطنات تزايد ظاهرة المشردين والمجانين والحمقى بشوارع مجموعة من المدن، وتساءلت عدة فعاليات مدنية وحقوقية عن أسباب اكتساح هذه الفئة المعذبة في الأرض على حين غرة للأزقة والشوارع وبالفضاءات العمومية، محدثة عدة انفعالات ومواجهات وتصادمات بينها وبين الساكنة، حملنا نفس الأسئلة للبحث عن أجوبة مقنعة للظاهرة فكانت الحقيقة صادمة ومؤلمة بكل المقاييس الإنسانية.
كلنا نتذكر قرار " بويا الوردي " بخصوص الولي الصالح بويا عمر حين قال وسط المؤسسة التشريعية بقبة البرلمان " يا أنا يا بويا عمر " وكلنا نستحضر الأصوات المتزنة والعقلانية التي نادت بضرورة توفير سبل وشروط إنجاح عملية ترحيل نزلاء بويا عمر نحو مستشفيات الأمراض العقلية إداريا واجتماعيا وطبيا وإنسانيا، وتساءل " أنفاس بريس " في حينه هل بنية مستشفيات ومراكز استشفاء الأمراض العقلية قادرة على استقبال هذا الكم الهائل من المصابين بالمس الجنوني والحمق ؟ وهل نتوفر على موارد بشرية طبية وصحية متخصصة في هذا المجال ؟ إلا أن بويا الوردي أصر على قراره ونقل معظم المرضى عقليا نحو مستشفياته البئيسة أصلا فكان ما كان.
" لا يعقل أن نخلط بين مريض نفسانيا وعصبيا بآخر وافد من بويا عمر ويعاني من مرض وخلل عقلي حد الحمق والجنون " بهذه العبارة نقل أحد المصرحين ل " أنفاس بريس" صورة قاتمة عن وضعية نزلاء مستشفيات الأمراض العقلية التي تحولت إلى حلبة للصراع والمواجهة بين الوافدين الجدد والمرضى المستقرين سابقا وبين الأطباء والممرضين، وأهل ودوي المصابين بأنواع الأمراض النفسية والعقلية والعصبية، هكذا طفح الكيل يقول نفس المصدر المتتبع وقال " معاناة كثيرة وسط الأطقم الطبية والصحية القليلة بمختلف مستشفيات الأمراض العقلية بسبب ترحيل نزلاء بويا عمر، ومشاكلهم اليومية ..من عنف وترهيب وهجومات مباغتة وما إلى ذلك من تبعات لا حصر لها. وقال بنبرة حزينة " وزارة الصحة تعلم جيدا النقص الحاد الذي تعاني منه المستشفيات على مستوى الأطقم الطبية والصحية فضلا على النقص المهول على مستوى الأسرة ومع ذلك قامت بهذه العملية الفاشلة دون حساب للعواقب" فبعد أن أقفل الوردي لبويا عمر أبوابه التقليدية في وجه المواطنين الراغبين في التداوي بالطرق المعروفة وفشل مشروعه الصحي على جميع المستويات، تقول إحدى السيدات " لم يقدر على أن يعلن ذلك للرأي العام ويعود لقبة البرمان ويوضح أسباب الفشل وارتباطه بالبنية الاستقبالية الهزيلة والخصاص المهول في الموارد البشرية "، وفضلت قواعده وأدرعه التخلي عن هؤلاء الوافدين بطرق أقل ما يقال عنها أنها موصوفة بالتنكر لهذه الفئة المستضعفة والتائهة التي كتب لها أن تلتحف السماء وتفترش الأرض، وتثور في وجه من يحتقرها وتحاول فرض ذاتها بجميع الوسائل لتعيش هائمة على وجه الأرض.
فبمدينة اليوسفية استفاقت الساكنة خلال بداية شهر ماي الجاري على جحافل من المتسكعين والمشردين والحمقى والمجانين يجوبون شوارعها وأزقتها وأحيائها متسببين في منازعات ومشاكل بين المواطنين واقتحامهم لبعض البيوت واعتراض سبيل المارة نساء وتلاميذ وأطفال وتهديدهم وتعنيفهم مما خلق حالة من الهلع والخوف تؤكد عدة مصادر التي التقتها " أنفاس بريس " ،نفس الشيء أكدته مصادر أخرى من مدينة جمعة سحيم والشماعية ومدن أخرى شاطئية.
فهل يمكن لوزير الصحة بويا الوردي أن يصارح الرأي العام بحقيقة هذه الوقائع أم أنه سيضل متشبثا بقراره " يا إما هو يا إما بويا عمر " والذي تسبب في عدة مآسي اجتماعية للأسر المعنية بقرار الترحيل ؟ وهل بمقدوره قول الحقيقة حول فشل مشروعه الصحي بحكومة الله يداوي الله يداوي ؟؟