Thursday 3 July 2025
مجتمع

الشبيبة الاشتراكية تحذر من تهميش الشباب وتفويت المؤسسات العمومية

الشبيبة الاشتراكية تحذر من تهميش الشباب وتفويت المؤسسات العمومية البطالة الهاجس الذي يؤرق الكثير من الشباب
أكدت الشبيبة الاشتراكية بجهة الدار البيضاء - سطات أن الشباب المغربي يواجه اليوم مزيجا معقدا من التحديات الجسيمة التي تحد من طموحاته وتعيق مساهمته الفعالة في بناء الوطن.
 
وأضافت الشبيبة الاشتراكية أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي الراهن يفرض قيودا صارمة، تنذر بتداعيات خطيرة على مستقبل الأجيال الصاعدة.
 
وأبرزت أن البطالة لا تزال تمثل أبرز العقبات أمام الشباب، فبعد أن بلغ متوسط معدل البطالة بين الشباب 22.16% منذ عام 1999، وصلت إلى مستويات قياسية بلغت 39.50% في الربع الثالث من عام 2024. ورغم التراجع الطفيف الأخير، إلا أنها لا تزال مرتفعة بشكل مقلق، خاصة بين الخريجين الجامعيين (19.6% في 2024)، بالإضافة إلى تزايد قاعدة الشباب المنتمي لفئة NEET (الذين لا يدرسون، ولا يشتغلون، ولا يتلقون تكوينًا)، مما يدل على غياب استراتيجية حكومية جادة تشمل هذه الفئة المهمشة.
 
وقالت الشبيبة: "هذا الوضع يهدد مستقبل آلاف الشباب، ويدفعهم نحو اليأس والإحباط، ويفتح الباب أمام الهجرة بكل أشكالها. وإلى جانب البطالة، يمثل الغلاء الفاحش للمعيشة تحديا يوميا يطحن كرامة الشباب، ويحول دون تحقيق أبسط أحلامهم، سواء تعلق الأمر بإطلاق مشروع، أو تأمين سكن، أو حتى مجرد العيش بكرامة. فتكاليف السكن والمواد الأساسية تزداد بوتيرة مخيفة، مما يجعل 'الحياة الكريمة' هدفًا بعيد المنال بالنسبة لغالبية الشباب، في ظل سياسات عمومية عاجزة عن كبح جماح الأسعار وضمان الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية."
 
كما أكدت أن الانهيار المستمر في قطاعي التعليم والصحة يعمق مظاهر اللامساواة، ويقوض أي أفق لتحقيق التنمية الشاملة. وشددت على أن الاستثمار الحقيقي في الإنسان يبدأ من تعليم عمومي جيد وخدمة صحية تحترم كرامة المواطن، وهو ما لا يمكن أن يتحقق في ظل منطق التقشف أو الخوصصة التي لطالما رفضتها الشبيبة.
 
وفي الشق السياسي، أوضحت الشبيبة الاشتراكية أن فئة الشباب تواجه معضلة حقيقية في الولوج إلى صناعة القرار، حيث يقتصر دورهم غالبًا على "التأثيث أو الديكور"، والاستعانة بهم خلال الحملات الانتخابية، في غياب إشراك حقيقي لهذه الفئة الحيوية والمهمة في حياة المجتمعات وتقدمها. وإذا كانت مشاركة الشباب تعرف تراجعًا مستمرًا في السنوات الأخيرة، فإن تراجع الشابات أكثر وضوحًا، نتيجة للهجوم المستمر، في النقاشات العمومية، على كل أشكال المشاركة النسائية. وهذا الإقصاء يقتل روح المبادرة، ويحد من مشاركتهن في بناء مستقبلهن ومستقبل البلاد.
 
وسجلت الشبيبة الاشتراكية رفضها القاطع لتفويت المؤسسات العمومية إلى الخواص تحت ذريعة "النجاعة"، مؤكدة تشبثها القوي بالدفاع عن الطابع العمومي لمراكز الاستقبال وفضاءات الشباب والطفولة، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من المشروع المجتمعي والتربوي للدولة.
 
كما حذّرت من استمرار غياب فضاءات الترفيه والثقافة، معتبرة إياها ضرورة نفسية وتكوينية وليست ترفًا.
ودعت إلى تبني سياسات عمومية جريئة وشاملة تستهدف معالجة هذه التحديات الجذرية.
 
وعلى الصعيد الدولي، أكدت الشبيبة الاشتراكية دعمها للقضية الفلسطينية، موضحة أن تبنيها لهذه القضية ليس مجرد موقف سياسي عابر، بل هو جزء لا يتجزأ من صميم قناعاتها ومبادئها الراسخة. واعتبرت أن القضية الفلسطينية تجسيد حي لنضال الشعوب المقهورة ضد الظلم، والاحتلال، والاستعمار، وأنها تمثل اختبارًا حقيقيًا لضمير الإنسانية.