عقد المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ندوة صحافية بمقر ذات النقابة، مساء أمس الثلاثاء 26 أبريل، لعرض برنامجه النضالي وتوضيح كل النقط الواردة في بيانه وشرح أسباب انسحابه من الحوار مع المدير الإقليمي يوم الجمعة 15 أبريل 2016.
وقد تابع "أنفاس بريس" و "الوطن الآن" الندوة الصحفية التي حضرها بعض ممثلي المنابر والجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية، والتي تعتبر أول ندوة إعلامية تنظمها أجهزة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بإقليم اليوسفية للتواصل مع الرأي العام المحلي والوطني بخصوص قطاع التعليم. وحسب الكاتب الإقليمي فانسحاب النقابة من الحوار جاء بعد أن تبين لها أن "فصول المؤامرة التي يقودها المدير الإقليمي للتعليم للالتفاف على مطالب الشغيلة التعليمية ونهجه أسلوب المماطلة والتسويف في معالجة القضايا المطروحة عليه لأزيد من ثلاثة أشهر" أكد ذات المسئول النقابي أن "الوضع الكارثي الذي أضحى عليه الشأن التعليمي بالإقليم راجع بالأساس إلى غياب استراتيجية أو تصور لدى المدير الإقليمي لمعالجة المشاكل التي يتخبط فيها القطاع إقليميا، واقتصاره على التدبير الإداري التقني الصرف"، مضيفا أن هذا الأخير قد حول مكتبه إلى مجرد مكتب ضبط موازي للمصالح الإدارية والتربوية بالنيابة.
وقد عرض الكاتب الإقليمي للذات النقابة رفقة أعضاء مكتبه على الصحافة مضامين البيان الصادر عن الجهاز الكونفدرالي، حيث شدد على إدانته لموقف المدير الإقليمي الذي اعتبر أن الإضراب الذي خاضته الشغيلة التعليمية عن وعي وقناعة يوم 24 فبراير 2016 إضرابا غير مشروع في انتهاك صارخ لمقتضيات الدستور المغربي. وشجبه للوضعية المزرية التي تتخبط فيها العديد من المؤسسات التعليمية بالوسط الحضري والقروي والتي تحولت إلى شبه مقابر منسية تفتقر إلى أدنى شروط العمل الكريم بالنسبة لأطراف العملية التربوية من أساتذة وإداريين وتلاميذ (مدرسة عبد العزيز بن شقرون ومدرسة مولاي الطاهر بن عبد الكريم ومدرسة المزيندة نموذجا). واستفحال ظاهرة الاكتظاظ بالوسط الحضري و معضلة الأقسام المشتركة بالوسط القروي مما يترتب عنه ضعف المردودية وإثقال كاهل الشغيلة التعليمية. فضلا عن استنكاره لغياب المرافق الصحية بمؤسسات التعليم بالوسط القروي، مما يشكل إهانة لكرامة الفتاة القروية و المرأة المدرسة، ناهيك عن الوضعية المزرية للوحدات المدرسية وعدم ربطها بشبكة الكهرباء و الماء الصالح للشرب. واستغرابه تجاهل المدير الإقليمي للتوجيهات الوزارية بشأن القضاء على البناء المفكك الذي يشكل خطرا على صحة التلاميذ والأساتذة، وتعويضه بالبناء الصلب.
هذا وندد بيان رجال التعليم الكونفدراليين باستفحال ظاهرة الهذر المدرسي عموما وفي صفوف التلاميذ المنحدرين من الوسط القروي على الخصوص بسبب تقليص عدد المنح الدراسية، مما يضطر العديد منهم لاكتراء غرف في الأحياء الهامشية وممارسة التسول من أجل الحصول على كسرة خبز تسد رمقهم مع ما يرافق ذلك من مخاطر. مدينا في نفس الوقت عدم احترام المدير الإقليمي للمذكرات الوزارية المنظمة للاستفادة من السكنيات الإدارية و محاولته الالتفاف عليها عبر توقيع محاضر اتفاق مشبوهة (المدرسة الجماعاتية النور و الثانوية الإعدادية الشروق نموذجا).
وأعرب البيان عن قلق النقابة بخصوص تعطيل سيارات المصلحة معتبرا ذلك إجراء غير مسؤول سيؤدي إلى تعطيل عمل هيأة المراقبة التربوية وحرمان عدد من الأساتذة من حقهم في اجتياز امتحانات الكفاءة التربوية وشجبها لأسلوب الاستخفاف و عدم الاحترام الذي يتعامل به المدير الإقليمي مع موظفي المديرية الإقليمية و نساء و رجال التعليم. علاوة على استياءه العميق لعدم بذل المدير الإقليمي أدنى مجهود لتأسيس فرع لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم وفرع للتعاضدية العامة للتربية الوطنية بالإقليم.
وأدان البيان غياب الحكامة في تدبير الخصاص في أطر الإدارة التربوية (عدم إدراج منصب حارس عام للخارجية بالثانوية التأهيلية الاجتهاد في الحركة الانتقالية نموذجا) وازدواجية المعايير في تدبير عملية سد الخصاص في الأساتذة والتستر على الفائض منهم، واستمرار ظاهرة الموظفين الأشباح دون أن يغفل أسلوب الكيل بمكيالين في التعامل مع الشغيلة التعليمية بحيث يتم تسخير لجان مكونة أحيانا من فرد واحد!؟ من أجل استصدار قرارات جائرة في حق أساتذة مشهود لهم بالكفاءة (الأستاذ مولاي احمد الصالحي بالثانوية التقنية جابر بن حيان نموذجا) في حين يتم التغاضي عن الانتهازيين والأشباح منهم (فرعية اولاد علي م.م الحرش والثانوية الإعدادية العقاد نموذجا).
وشجب البيان نفسه تقاعس المدير الإقليمي عن مساءلة مدير الثانوية التأهيلية الإمام البخاري بشأن عقده اجتماعا استثنائيا لمجلس تدبير المؤسسة بتاريخ 20 يناير 2016 لمناقشة بيان تضامني صادر عن مكتب فرع النقابة الوطنية للتعليم ك.د.ش باليوسفية، وذلك في انتهاك صارخ لمهام مجلس التدبير كما حددها المرسوم 2.02.376 الصادر بتاريخ 17 يوليوز 2002، وعلى الرغم من عدم تضمن البيان أية إساءة سواء للمدير أو للمؤسسة. إلا أن مدير الثانوية التأهيلية الإمام البخاري أبى إلا أن يصب جام حقده وعداءه الدفين لنقابتنا العتيدة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل و مناضليها ويوهم أعضاء المجلس أن المؤسسة تتعرض لهجوم لا يوجد إلا في مخيلته، وذلك من أجل استصدار بيان "حقيقة" تضليلي ضد فرع النقابة الوطنية للتعليم ك.د.ش. وإدانته للشطط الذي يمارسه هذا المدير الظاهرة على الأستاذ عبد الرحمان الواثق من خلال استصدار "قرار" غريب للمجلس الانضباطي يفرض على الأستاذ تغيير نقطة المراقبة المستمرة للتلميذ المعروض على أنظار هذا المجلس، وهو ما يمثل سابقة خطيرة. كل ذلك بتواطؤ فاضح و مكشوف مع المدير الإقليمي الذي يتجاوز حدود مهامه و اختصاصاته ويتدخل في تسيير هذه المؤسسة (تدخل المدير الإقليمي من أجل السماح لتلميذة حاولت الانتحار داخل المؤسسة لاستئناف دراستها مباشرة في اليوم الموالي دون مراعاة حالتها الصحية والنفسية مما طرح علامة استفهام كبرى لدى العاملين بالمؤسسة والتلاميذ).
واستنكر البيان ذاته استمرار حرمان أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي الجدد خريجي مراكز التكوين فوج 2015 العاملين بالإقليم من مستحقاتهم المالية على ما يزيد من 8 أشهر، إضافة إلى تنديده القوي بحرمان حراس الأمن والمنظفات والعاملين بالداخليات (الطباخات ...) من أجورهم لما يزيد عن أربعة أشهر في تحد سافر لمقتضيات مدونة الشغل ودفتر التحملات، وفي ظل لامبالاة المدير الإقليمي لمعاناتهم ورفضه استقبال ممثليهم مما يعود بنا إلى عهود الاسترقاق والاستعباد الغابرة.
وندد البيان كذلك بحرمان أساتذة مادة التربية البدنية بثانوية القدس التأهيلية من التعويضات عن الساعات الإضافية التي تطوعوا لإنجازها بطلب من النيابة الإقليمية خلال الموسم الدراسي 2014-2015، وعدم الاعتراف بالمجهود الذي بدلوه. كما استنكر الغموض واللبس الذي يلف تدبير مالية المديرية الإقليمية، وانعدام الحكامة في تدبير الصفقات مما يستدعي إيفاد لجان افتحاص للوقوف على هذه الاختلالات. وحسب نسخة البيان الذي تتوفر "أنفاس بريس" على نسخة منه فإن المكتب الإقليمي. إذ "يدين بشدة الأسلوب الانفرادي الذي يدبر به المدير الإقليمي باليوسفية الشأن التعليمي بالإقليم وانطوائه وتقوقعه على ذاته وعدم انفتاحه على الشركاء الاجتماعيين والتربويين، فإنه يطالبه بالإقلاع الفوري والعاجل عن هذه الممارسات التي تحن إلى العهود السابقة، ويدعو المسؤولين عن هذا القطاع في جميع المواقع إلى التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها وإيقاف هذا النزيف التربوي والإداري والمالي".
وفي ختام البيان دعا المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم الشغيلة التعليمية إلى الاستعداد لخوض كافة الأشكال النضالية المشروعة التي سطرتها الأجهزة الإقليمية، وذلك دفاعا عن المدرسة العمومية وتحقيقا لمطالب نساء ورجال التعليم وصيانة لكرامتهم".