الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: البرلمان المغربي في جلسة القدس، أمريكا عدوة الشعوب

الحسن زهور: البرلمان المغربي في جلسة القدس، أمريكا عدوة الشعوب الحسين زهور

 

حضور ممثل السلطة الفلسطينية الاثنين الفائت في جلسة البرلمان المغربي المخصصة للقدس (و حضرها كذلك الوزير الأول مع عدد من الوزراء) أعطى جرعة قوية للسادة البرلمانيين الذين نسوا أنهم في البرلمان و ليسوا في الشارع، حين أطلقوا شعارات مدوية كادت أن تزعزع جدران البناء التشريعي المغربي، و كادت أن تنهد على ممثل فلسطين و تخلق لنا أزمة ديبلوماسية مع السلطة الفلسطينية.

من استمع إلى الشعارات النارية التي أطلقها السادة البرلمانيون سيخيل له انه في رحاب جامعة مغربية ما و ليس في مؤسسة تشريعية تلتزم بأبسط مبادئ الإحترام السياسي للمؤسسة التشريعية أولا و للأعراف الديبلوماسية بين الدول ثانيا.

شعارات البرلمانيين التي هزت المؤسسة التشريعية لم تخرج عن الإطار الطلابي للهتافات الجامعية، فان يصرخ البرلمانيون بمثل هذه الشعارات: "يكفينا يكفينا من الحروب. أمريكا عدوة الشعوب" و "يا شهيد ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح"، سنظن أن البرلمان المغربي اجتاحه الطلاب القاعديون، أو فصيل طلابي يساري متطرف.. و من يستمع إلى شعار آخر للبرلمانيين من مثل "قدسنا في العيون يا صهيون يا ملعون" سيحسب أن التيار الإسلامي المتطرف أو داعش سيطرا على البرلمان المغربي

فلو كنا في بلد مثل إيران حيث آيات الله، او كوريا الشمالية حيث الديكتاتورية المطلقة و هما مثالان للدول المارقة لاستسغنا مثل هذه الشعارات، لكن أن نسمعها مدوية و صاخبة في البرلمان المغربي و بحضور رئيس الحكومة و بعض وزرائه و هو يمثل الدولة المغربية و ليس حزبا، فهذا ما يمكن أن نسميه بالاستهتار السياسي الذي لا يراعي مصالح الوطن أو ما يمكن أن نسميه بالمراهقة السياسية التي لا تحسب حسابات المصالح الوطنية، و لا تراعي ما يمكن أن يترتب عنها من أضرار للوطن.

ماذا ستفيد جرعة الشعارات تلك بلدنا؟ أن يسوقها البرلمانيون سياسيا للشرق الأوسط فذاك مفيد على المستوى الشعاراتي لتلميع صورة المغرب بالماكياج النضالي الذي سرعان ما سيزول بمجرد خروجهم من البرلمان.

ثم هل فكر السادة البرلمانيون في مصالح المغرب، إذا ردت القوة العظمى التي وجهت لها هذه الشعارات بمواقف ستضر حتما بالمصالح المغربية بما فيها قضيته الوطنية التي هي الصحراء؟ خصوصا و أن الشعارات رددت في البرلمان و ليس في الشارع و لا في الجامعة أو في ملتقى حزبي..

إذا سلمت الجرة اليوم، نقول للسادة البرلمانيين كفى استهتارا بالمصالح الوطنية.

ملاحظة: مرجع خبر الجلسة البرلمانية منشور في الصحف الوطنية ليوم الاربعاء 13 دجنبر 2017.