لن يعترف الجراد الصحراوي بالحدود بين المغرب والجزائر، فهو يتحرك ضمن ما يعرف عند مهنيي الطيران بالسماء المفتوحة، إذ دعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، كلا من المغرب والجزائر، خاصة في المناطق الواقعة جنوب جبال أطلس التي يمكن أن تصبح مناطق محتملة لتكاثر الجراد الصحراوي الذي شكل مجموعات من الجراد في أجزاء من الجنوب المغربي وموريتانيا.
وساهمت الأوضاع الأمنية المتدهورة في اليمن، في تكاثر هذا الجراد، حيث قال كيث كريسمان كبير مسؤولي تنبؤات الجراد في المنظمة، "إن مدى التكاثر الحالي للجراد الصحراوي في اليمن ليس معروفا بسبب حالة انعدام الأمن السائدة في البلاد والتي تجعل من الصعب على فرق المسح الدخول إلى معظم المناطق".
ودعت المنظمة الدول المجاورة وهي السعودية وسلطنة عُمان وإيران إلى التأهب واستعداد فرق المسح والمكافحة واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع هذه الحشرات المدمرة من الوصول إلى مناطق التكاثر في أراضيها. كما أشارت المنظمة إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر في كل من المغرب والجزائر، إلا أنه مع جفاف الكساء النباتي على طول الساحل يصبح من الأرجح تشكل مزيد من الأسراب الصغيرة ومجموعات الجراد".
كما حذرت منظمة (فاو) من أنه في شمال غرب أفريقيا فإن مجموعات صغيرة وربما أسراب صغيرة من الجراد يمكن أن تجد أماكن تكاثر مناسبة لها في المغرب (وادي درعة)، وفي موريتانيا (قرب زويرات) وفي الجزائر. إضافة إلى ذلك فإنه من المرجح أن تجري عملية تكاثر الجراد الصحراوي على نطاق ضيق في جنوب غرب ليبيا، ولكن أعداده ستظل منخفضة. وأكدت المنظمة (فاو) على ضرورة المراقبة الدقيقة في جميع هذه المناطق خلال الأشهر القليلة المقبلة لمنع هذه الحشرات من تشكيل أسراب كبيرة مدمرة.
وقد لعبت إجراءات المراقبة والتحذير المبكر والوقاية من الجراد دوراً مهماً في انخفاض مرات وفترات انتشار الوباء منذ ستينات القرن الماضي، إلا أن التغير المناخي اليوم يؤدي إلى تزايد وتيرة انتشار الجراد كما أن الطقس غير المتوقع والأحوال الجوية المتدهورة تشكل تحديات جديدة لكيفية مراقبة نشاط الجراد.