Saturday 3 May 2025
سياسة

"الميتر" جوزيف وزيف الادعاء الذي بهذل بذلة المحاماة وورط الجارة في حقيقة "المغرب كبير عليك"

"الميتر" جوزيف وزيف الادعاء الذي بهذل بذلة المحاماة وورط الجارة في حقيقة "المغرب كبير عليك"

ليس في الاعتقاد السليم أن أي محاميا في العالم يتمنى الوقوع في الموقف المهين الذي وقع فيه المحامي الفرنسي جوزيف براهام. وهو يلطخ، إن على وعي أو دونه، تلك البذلة السوداء بتراهات انزلاقاته ظنا منه أن الادعاء بالدفاع عن حقوق الإنسان يجيز له التطاول على وطن خُلق قبل أن يكون لأجداد أجداه أثر على وجه هذه الأرض.

ولمعلومات الرجل، مع حفظ الألقاب، فإن المغرب لما اتخذ قرار طرد الثمانية المشتبه في إساءتهم للوحدة الترابية، لم يأت عبثا كما باقي القرارات السيادية السارية في نفس الاتجاه، وإنما بناءا على معطيات دقيقة وحجج ثابتة لا تدع ذرة شك في صواب الخطوة. بينما "الميتر" براهام المحرك بخيوط الجارة أعمت الإغراءات المالية بصيرته، وحولته إلى دمية لا تسبح إلا بالـ500 أورو التي يتقاضها في الساعة مقابل خبطاته تلك.

والأكيد، أنه لو كان لديه القليل من الإدراك بما لا يغيب عمن لم تتخطى أقدامهم عتبة كليات القانون، لبلغه يقين بيانات سلطات بلاده التي تعترف بمدى الحس الأمني الذي تتمتع به المخابرات المغربية، وفضلها على بلاد الأنوار في تفادي الكثير من الضربات. هذا قبل أن تدفعه جرأة مأسوف عنها لاتهام المدير العام للإدارة العامة للأمن الوطني والمدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي بما لا يستسيغه عقل عاقل. ويكفي أن يتذكر براهام بأن باريس كانت قد منحته وسام الشرف، ليس حبا في سواد عيونه، ولكن لخلفيات اعتبرتها أيضا دول أخرى من قبيل بلجيكا وإسبانيا كفيلة برفع القبعة له ومِن خلفه مَن خلفه.

الآن، يقف المحامي عاريا في الريح والمطر بعد أن انكشفت عورته بتحريض من دافعيه. فقد أراد المسكين أو ربما هكذا اعتقد، بأن يثبت لذاته ومغرريه أنه شيء، تماما مثل "دونكيشوت" الذي يفبرك معارك وهمية مع طواحين الهواء ليدعي أنه انتصر، لكنه لا يملك سلاحا إلا الكذب والوجه المكشوف. لذلك احترف التهور ظانا أنه الوسيلة التي ستقوده إلى غايته. والوسيلة مكروهة والغاية مشبوهة، وسوء المصير مضمون ولو بعد حين.

إنه لا يحمل مفاتيح الجنة، لذلك لا يملك أن يطرد منها أحدا. وطالما أن جنة المغاربة في الأرض هي وطنهم الآمن، فلا براهام ولا من وراءه قادرون على زعزعته كحال الذبابة التي قالت للجبل إنني طرت عنك، فأجابها "ومتى كنت قد أتيت؟". فالجبل المغربي لا يحس بطنين الدخلاء، وإن كان لا يتواني في حشد شوكته داخل حناجرهم للتحذير ليس إلا.

وطبعا، متى استفحل الأمر كان الرد المناسب في الوقت المناسب. وبما أن الشيء بالشيء يذكر، كان المرحوم الملك الحسن الثاني قد قال لصحفية أجنبية بأن المسيرة الخضراء ستكون سلمية بلا سلاح ولا طلقات نار. وحين سألته عما سيكون الوضع حالة مهاجمة المتطوعين، صمت هنيهة وأجاب بثقة عالية: "سنأكلهم..".