إن الشأن السياسي المغربي يقتضي منا أبصارا عميقة لاكتشاف ما وراء الحاضر، قد نفهم الخطاب السياسي عند الكثير وقد نفهم الإشارات الرسمية للدولة، كلاهما وجها واحدا لسياسة مستقبلية لا ريب فيها. خطابات إلياس العماري، رئيس حزب الأصالة والمعاصرة، ليست غريبة علينا لكنها مسلك لفهم ما يحضر له في المستقبل، خطابات الأكاديمي حسن أوريد خير برهان على الخيارات السياسية المستقبلية، ويبقى خطاب السيد مزوار إضافة فوقية لا مؤثرة فيما يجري ويهندس له غدا.
دعوني أصدقائي أن أدلي لكم بإقحام أخنوش في حزب الأصالة والمعاصرة إنها ضرورة لامتلاء الصف الأمازيغي في السياسة المقبلة، إلياس العماري من الريف وحسن أوريد من وسط المغرب وأخنوش من أهل سوس، ثلاثي أمازيغي من المفروض، وهو مفروض، أن يمثل الصف الحداثي في السياسة المستقبلية للبلاد. لا أعتقد أن حزب البام قادر وحده على مواجهة القوى الإسلامية الدافنة في المجتمع المغربي، لكن الأمر يقتضي دعم القوى الحداثية وتنظيمها تنظيما محكما لمواجهة القوة الإسلامية الصاعدة التي سوف لن تميز بين الأخضر واليابس.
خطورة القوة المحافظة لا تضر فقط بالقوى الحداثية، لكن شرها سوف ينال من استقرار البلاد والعباد. زعيم حزب الأحرار لا أعتقده يلعب هذا الدور السياسي المستقبلي قدر ما يمكن أن يساعده ويحفزه في حالة إن استقر أصحاب حزبه عند الفهم الخطير لشر القوة المحافظة في البلاد.. جميع الأحزاب السياسية والرؤى السياسية في المغرب شاخت ولم تعد صالحة لأي دور سياسي في المغرب، لكن هذا لا يعني أن هذه القوى السياسية تخلو من رجالات قد ثاروا ضد قيادتهم.. رجال حزب في اليسار والصف الأمازيغي يمكن إقحامهم في قوة سياسية موازية لما يرتب له حزب البام في مواجهة تخاريف القوة المحافظة.. أسماء لها وزنها وتأثيرها، أسماء أمازيغية قادرة على موازنة الأمور وقمع شر القوى المحافظة الآتي لا ريب فيه.