الأحد 19 مايو 2024
سياسة

زيارة الملك أكدت نهاية مايسمى بحكاية النفوذ المتزايد لبوليزاريو الداخل

 
 
زيارة الملك أكدت نهاية مايسمى بحكاية النفوذ المتزايد لبوليزاريو الداخل

كانت فرصة سانحة لاستضافة الأستاذ بنسعيد الركالمنحدر من قبيلة آيتوسى الفاعل المدني والمهتم بسياسات المنطقة والمتتبع لمسارها، وكانت مناسبة أيضا لتسليط الضوء على زيارة جلالة الملك إلى المناطق الجنوبية حيث خصنا بهذا الحوار المتضمن للعديدمن الرسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وارتباطها بالعلاقات الدولية دون أن يغفل التطورات الحاصلة في أقاليمنا الصحراوية وربطها بوتيرة التنمية المستدامة.

 

++ كيف تقرأ الزيارات المتتالية للملك لأقاليمنا الصحراوية منذ ذكرى المسيرة الخضراء؟

الزيارة الملكية للأقاليم الجنوبية ينبغي أن توضع في إطارها العادي بحيث لا تختلف في شيء عن باقي الزيارات التي يقوم بها جلالة الملك إلى مختلف أقاليم وجهات ومدن المملكة في إطار برنامج أنشطته المواكبة لمشاريع تختلف طبيعتها.

إذن كل حديث عن "الاستثناء" قد يعود بنا إلى مربع التغني بالزيارات التي كان القصد منها تأكيد المشروعية والوحدة او تلك التي تأتي للرد على المواقف المشككة.

هي زيارة تأتي في سياق عادي يتغيى إعطاء الانطلاقة لبرامج تنموية نوعية تدفع بالمنطقة للعب أدوار ذات بعد إقليمي خاصة على مستوى العمق الإفريقي ولإعطاء إشارات مطمئنة تبعث بها المؤسسة الملكية للشعب المغربي أن لا تراجع ولا تنازل عن مسار التسوية وفق ما طرحه المغرب.

 

++ ما هي أبرز الرسائل التي بعثت بها الزيارة الملكية لأقاليمنا الصحراوية؟

نعم هناك العديد من الرسائل الموجهة إلى من يهمهم الأمر من خصوم وحدتنا الترابية والداعمين لهم مفادها أن المغرب انتقل إلى السرعة الموالية في تنفيذ مخطط الجهوية المتقدمة من خلال تنزيل نموذج تنموي متكامل للمنطقة مما يجعلها قطبا مفتوحا بإمكانياتها ومواردها على الاستثمار الوطني والإقليمي والدولي وهنا الإشارة إلى البنيات الأساسية التي أعطى جلالته إشارة البدء في بنائها وتشييدها وهي رسالة مطمئنة للمحتجزين في الحمادة لما ينتظرهم من ظروف عيش تفضل بكثير تلك التي يعيشون في ظلها على وهم الاستقلال وبناء دولة لن تبرح مخيلة مؤسسيها وكتاباتهم.

 

++ وعلى مستوى الاستثمارات الضخمة التي تتبعها الرأي العام الدولي والإقليمي .. ؟

حجم الاستثمارات المرصودة لهذه المشاريع تفوق بكثير الناتج المتحصل من موارد المنطقة مما يدعو الدولة إلى رصد مبالغ مالية لتمويل هذه المشاريع وهو ما يفند ادعاءات جبهة البوليزاريو والدول الداعمة لها من أن موارد المنطقة لا توظف لصالح مجهود التنمية فيها وكل حديث عن استنزاف هذه الثروات أصبح من حكايات الماضي المفترى عليه في غياب مبررات حقيقية وواقعية يستند اليها الاتحاد الأوربي باعتباره شريكا أساسيا في اتخاذه لجملة قرارات في اطار المصالح المشتركة.

 

++ كمتتبع للنعرات التي تطفو على سطح أقاليمنا الصحراوية من طرف الخصوم ما هو تقييمك للزيارة من هذا المدخل السياسي ؟

زيارة الملك أكدت نهاية مايسمى بحكاية النفوذ المتزايد لبوليزاريو الداخل واستعادة المخزن / الدولة لزمام المبادرة في المدن التي كانت مسرحا لتحركاتهم المساندة من قبل جهات أجنبية والتي كانت تسبب إحراجا للدولة، وكل هذا يرتبط بالقرارات الحاسمة التي حملتها الخطابات الملكية الأخيرة وخصوصا بمناسبة عيد العرش والشباب ذكرى استرجاع وادي الذهب.

 

++ كيف  تقرأ التهديدات العسكرية التي يلوح بها مرتزقة البوليزاريو كلما سجل المغرب نقط إيجابية في مسار القضية الوطنية ؟

الزيارة لم تهتم بالشق العسكري رغم رسائل التهديد التي وجهتها قيادة البوليزاريو في المدة الأخيرة بالعودة الى السلاح مما يعطي الانطباع بكون المغرب مستعد بشكل كاف لرد أي اعتداء يستهدف أمنه واستقراره.

 

++ ما هي أهم خلاصاتك السياسية والأمنية على مستوى دول الجوار؟

دول الجوار مدعوة إلى قراءة رسائل الزيارة بإمعان في بعدها الجيوسياسي وخاصة الجارتين موريتانيا والجزائر إذ عليهما أن يستخلصا العبر ويعيدا النظر في حسابات التنطع والتآمر على جار يشق طريقه بإصرار في خضم رمال منطقة يميزها التحرك المستمر لا الاستقرار الدائموعلى موريتانيا أن تستفيد مما يجري ويحدث باعتبار الامتداد الجغرافي المشترك للمنطقة.

 

++ تتبعتم اجتماع المجلس الوزاري ...ما هي أهم إشاراته؟

الاجتماع الوزاري الذي ترأسه الملك خلال هذه الزيارة هو ممارسة لسيادة الدولة  على أراضيها وتمرين عملي على المسؤولين بالجهة أن يستنبطوا منه المواقف والأحكام من خلال وضعهم في صورة ما ينتظرهم من مهام لتدبير موارد المنطقة وتسيير شؤون ساكنتها.

 

++ وبخصوص التعيينات التي قام بها الملك من عمق أقاليمنا الصحراوية؟

التعيينات التي تمت في خضم هذه الزيارات هي أيضا لا يمكن أن ينظر إليها بنظرة الاستثناء ذلك أن الملك درج على استقبال وتعيين خدام الدولة في مختلف المدن التي استدعى الأمر فيها ذلك.

 

++ ما هي انتظارات ساكنة مناطقنا الصحراوية بع الزيارة الملكية؟

سكان المنطقة ينتظرون أن تعمل الهيآت المنتخبة والسلطات المحلية ومختلف القطاعات الحكومية بنفس الدينامية الملكية حتى لا تتعثر المشاريع التي أعطى جلالته انطلاقتها، ولعل المسؤولون بالمنطقة يدركون تماما أن صورة الملك وهو يضع الحجر الأساس ويستمع بإمعان الى مختلف الشروحات ويسأل ويدلي بملاحظاته لم تكن للتسويق الإعلامي بل كانت من منطلق اهتمامه بوضع آليات التمكين لتنمية جهوية في ظل اكراهات على الجميع أن يعي تحدياتها والمؤكد أن المنطقة تنتظر عودة جلالته من جديد لتدشين هذه المشاريع.