الأربعاء 8 مايو 2024
سياسة

لهذه الأسباب اختار الملك ورزازات لتكون أول محطة للطاقة الشمسية في العالم

لهذه الأسباب اختار الملك ورزازات لتكون أول محطة للطاقة الشمسية في العالم

حسب بعض المراقبين والمهتمين المتتبعين للمشروع الضخم للطاقة الشمسية بالمجال الترابي لورزازات فإن اختيار هذه المنطقة بني على مقاييس علمية بحيث أن الدراسات أتبتت أن المتر المربع الواحد قادر على ضخ طاقة شمسية حرارية بين 5 و 7 واط خلاف جنوب إسبانيا مثلا والذي يقدر معدل منتوجه الحراري بالمتر المربع سوى 2,5 واط ، وأضافت مصادر " أنفاس بريس " العلمية أن 3000 هكتار التي ستحتضن المشروع ستنتج طاقة جد مهمة باستطاعتها تغطية حاجيات الإنسان والمجال من الطاقة النظيفة والمتجددة ، وعن انعكاسات ذات المشروع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياحية قالت مصادر الموقع " لقد استوعب المشروع 3000 منصب شغل وأغلب العمال من المجال الجغرافي بالمنطقة وفق شروط دفتر التحملات الذي نص على استقطاب اليد العاملة بالمنطقة بنسبة 70% " ، وتعتبر ذات المصادر أن من أهم الانعكاسات الاجتماعية على كل التجمعات السكنية المحيطة بالمشروع هي " تنمية المجال القروي بمحيط المشروع الضخم من خلال إحداث عدة مشاريع مذرة للدخل وقادرة على الاستقطاب السياحي على طول شريط المنطقة المؤهل بثروته الطبيعية والمجالية " فضلا عن فك العزلة عن العديد من القرى والمداشر المهمشة والتي يمكن أن تبرز كنقط ضوء لامعة في سماء المنتوج السياحي الجديد بفعل التنمية السوسيو اقتصادية .

ووفق المعطيات المتوفرة فإن المغرب سيصبح أول منتج عالمي للطاقة المتجددة من خلال سلسلة مشاريع نور التي ستوفر 580ميغاواط كحلقة أولى من الركائز الخمسة المتعارف عليها عالميا للوصول إلى الأهداف المثلى للمحافظة على البيئة وحماية الكرة الأرضية من الانبعاث المسببة للتلوث ، هكذا يرى بعض المراقبين أن الركيزة الأولى في منظومة التوازن البيئي قد توفرت اليوم بفعل إقامة مشروع ضخم للطاقة المتجددة والنظيفة لكن لا بد من أن نعترف بأن الطريق شاق وصعب مع وجود اختلالات أخرى مرافقة للركائز الأربعة المدعمة لرؤية المغرب بيئيا ، من بينها مثلا كيف هو السبيل في ظل قوانين متقادمة تشمل التعمير وسياسة المدينة ( قانون 12 / 92 ) أن نحدث ما يسمى بالمدينة البيئية التي تتوفر على شروط معمارية تحترم مقاييس الحياة السليمة للإنسان ومحيطه الاجتماعي ( مناطق وأحزمة  خضراء ـ مرافق عمومية ـ متنزهات ـ مياه ـ مطارح النفايات ـ ....) دون أن ننسى ضرورة تطوير جانب الأسس الاقتصادية المتينة التي تنعكس إيجابا على الإنسان و محيطه البيئي بمقاييس وشروط علمية .

من جانب آخر أكدت بعض الأصوات البيئية أنه لا يمكن أن يستمر المغرب في نهج سياسة اللامبالاة اتجاه الأمطار التي تضيع مياهها كل فصل شتاء بحيث يجب استثمارها وتحصينها واستغلالها عبر تعزيز البنيات الاستقبالية ( السدود التلية مثلا ) لتقوية المقاربة البيئية على جميع المستويات في أفق العمل على النقص من مخاطر التلوث وعلاقته كذلك بالجانب الصحي وأعربت مصادرنا عن قلقها على مستوى استفحال طابع الاسمنت واكتساحه المجال على حساب المساحات الخضراء والعدد المهول للسيارات والشاحنات والحافلات التي تساهم في اختناق رئة المدن بشكل خطير بسمومها التي تحدث اختلالا بيئيا واضحا ، لهذه الأسباب تؤكد نفس المصادر أنه حان الوقت للوعي بالمشاكل البيئية الحقيقية والعمل بجدية على احترام المواصفات البيئية في كل مناحي الحياة اقتصاديا واجتماعيا ، والتحسيس بأهميتها وانخراط الجميع في تثمين السلوك البيئي نظريا وتطبيقيا مؤسسات وجماعات وأفراد ،

إن رهان تخفيض كلفة فواتير الاستهلاك السنوي من المحروقات التي تلتهم 150مليار درهم سنويا يعد رهانا استراتيجيا وتعويضها بالطاقة المتجددة تقول مصادر" أنفاس بريس " لأن العمل على توفير 50 % من كلفة المحروقات في أفق سنة 2030 سيشكل طفرة مميزة للمغرب وسيبرز مدى اشتغاله على كل ركائز محاربة التلوث والمساهمة في تطوير سلسلة التوازن البيئي والحد من المشاكل البيئية الضخمة والتي تمثل فيها الطاقة 45% وإنتاج النفايات بمختلف أنواعها الصلبة ولسائلة والغازية 50% تقريبا .