الأربعاء 8 مايو 2024
سياسة

البوليساريو تتحول إلى وسيط لـ "سيدنا" أبو بكر البغدادي وتحاول استقطاب الجهاديين من الأقاليم الجنوبية المغربية لتصديرهم إلى ليبيا

البوليساريو تتحول إلى وسيط لـ "سيدنا" أبو بكر البغدادي وتحاول استقطاب الجهاديين من الأقاليم الجنوبية المغربية لتصديرهم إلى ليبيا

كشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية عن معطى جديد في إطار عملياته الاستباقية لتفكيك الخلايا الإرهابية. فلأول مرة يتم الإعلان عن وجود علاقة بين الإرهابيين الموقوفين والمنتمين للتنظيم الإرهابي داعش وبين عناصر مرتزقة البوليساريو، الذين يعملون على التسهيل اللوجيستكي للإرهابيين.

وظهر التوافق التام بين استراتيجية داعش واستراتيجية البوليساريو، وهو تحول الوجهة نحو ليبيا. فدولة أبو بكر البغدادي، وبعد تلقيها ضربات موجعة بسوريا والعراق، وبعد خلط الأوراق وطمسها هناك، وبعد التحولات المقبلة، جمع التنظيم الإرهابي عدته ليتوجه إلى ليبيا، وهناك معلومات عن توجه قادة التنظيم نحو صبراتة الليبية.

أما البوليساريو فهو ليس تنظيما نضاليا، وإنما مجموعة مرتزقة تعيش على عطايا الجزائر، التي كانت وما زالت توظفهم في استراتيجيتها تجاه المغرب، ويعيشون على نهب المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين. واليوم بعد أن نضبت عائدات النفط الجزائري، ونضبت معها التحويلات المخصصة للمؤامرة ضد المغرب، وبعد أن قل الزاد، الذي كانت تخصصه القيادة الثورية للمتع الأرستقراطية، بدأت في البحث عن منافذ أخرى.

منذ مدة أسست البوليساريو قاعدة للتعامل مع كل المنظمات غير المشروعة، فقد تبث بالملموس أن مخميات تندوف أصبحت معبرا أساسيا لقوافل المخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية والمتوجهة إلى أوروبا. فمخيمات المحرومين والمحتجزين أضحت ملجأ آمنا لعصابات المخدرات، بتواطؤ مكشوف مع قادة البوليساريو وجنيرالات الدرك الحربي الجزائري.

والعديد من التقارير كشفت عن تسهيل البوليساريو للمتاجرة في البشر، التي تعتبر أكبر جريمة في العصر الحالي، لأنها تعيد التاريخ إلى الوراء إلى عصر العبودية، وورد ذلك في تقارير دولية محايدة ومن مراكز بحث مشهود لها بالمصداقية.

واليوم طورت البوليساريو أداءها في اتجاه العصابات الإجرامية.. فبعد عصابات المخدرات والاتجار في البشر، وجدت ضالتها في تنظيم داعش الإرهابي، حيث تحولت إلى وسيط يقدم اللوجيستيك للإرهابيين، حيث تقوم جماعة البوليساريو بتسهيل مرور الشباب المتطرف إلى ليبيا، كما تقوم ببيع السلاح، المتوفر لديها بكثرة، إلى الجماعات الإرهابية، وخصوصا دولة البغدادي، التي تتوفر على موارد مالية هائلة.

كل شيء كان معروفا، لكن تفكيك خلية إرهابية ينتمي عناصرها لمراكش والعيون وبوجدور كشف عن حقيقة جديدة، وهي محاولة البوليساريو استقطاب عناصر من الأقاليم الجنوبية المغربية قصد ترحيلهم إلى ليبيا.. والحمد لله يقظة عناصر الأمن المكلفة بمكافحة الإرهاب كانت أحسن من مكر العدو، خصوصا وأن الجزائر تحاول هذه الأيام تصوير المغرب كخزان للإرهابيين، مع العلم أن الأجهزة الأمنية ما فتئت تفكك الخلية تلو الأخرى.

إذن نحن اليوم أمام معطى جديد وأمام قضية جدية. البوليساريو تحول إلى قاعدة إرهابية في اتجاهات متعددة. وإذا سكت العالم سيتضرر بأكمله. طبعا ستتضرر دول شمال إفريقيا بما فيها الدولة الراعية للجبهة الارتزاقية، لكن ستتضرر أيضا أوروبا، فلا أحد بمنأى عن الإرهاب. لا أحد. لا أحد. الكل مهدد.

الحل إذن يكمن في إنهاء حالة الإنهاك التي تمارسها قوى إقليمية ودولية تجاه المغرب الرائد في الحرب ضد الإرهاب، وذلك من خلال الضغط على الجزائر للقطع مع حالة الاحتجاز التي لن تكون إلا مركزا ومولدا للإرهابيين.

(ملحوظة: العنوان من اختيار هيأة التحرير)