الجمعة 17 مايو 2024
مجتمع

مغاربة يفضحون من خرجوا لصلاة الاستسقاء علنا وطلبوا الجفاف سرا

 
 
مغاربة يفضحون من خرجوا لصلاة الاستسقاء علنا وطلبوا الجفاف سرا

مع توالي الأيام المشمسة في هذه الأشهر المحسوبة على فصل الشتاء، وغياب ملامح قدوم الأمطار على الرغم من خروج المواطنين لطلب الغيث في أكثر من مرة، بدأت العديد من الأفكار التحليلية تطفو على السطح لتفسير الظاهرة. ولذلك عقدت ندوات والتأمت جمعيات، كما اجتهدت آراء، مع أن الواقع ظل على حاله، اللهم فيما يخص الكشف عن ما أصبح باديا من انعكاسات وهي في طريقها إلى حصد الأخضر واليابس مما تبقى من صبر المغاربة. إنما ليس كل المغاربة، كما اعتقد البعض، ولكن شريحة منهم فقط، على أساس أن مخلفات هذا القحط لن تصيب الجميع، وأن من الناس من سيكونون بأحسن وضع حالة استمرار السماء في إغلاق صنابير مائها.

والأكيد أن هذه الفئة المستفيدة من الجفاف لاحت، ومنذ الآن، نواياها، وفق ما ظهر من مستجدات على السوق، وأولها اختفاء بعض المنتوجات كما عبر عن ذلك الكثير من التجار الصغار لـ "أنفاس بريس". بحيث أشار أحدهم وهو عبد العاطي منقار، إلى أن العدس مثلا يكاد أن يفتقد، ليس لقلته ولكن برغبة التجار الكبار في احتكاره بعد أن اشتروا كميات كبيرة منه ووضعوها في مخازنهم، منتظرين مرور المزيد من الوقت لضمان ربح أكبر. وأضاف بأن ثمن هذه المادة الغذائية وصل حاليا إلى 18 درهم للكيلوغرام الواحد بالجملة.

وفي نفس الاتجاه، شدد محي الدين العنبري على أنه وبحكم امتلاكه لمتجر بأحد الأحياء الشعبية في مدينة الدار البيضاء، لم يعد قادرا على اقتناء باقي القطاني من فول وحمص وعدس ولوبيا، مرجعا السبب إلى ذات الذي طرحه التاجر منقار، مترقبا بأن هذا السلوك من المنتظر أن يؤدي لا محالة إلى تجاوز أسعار هذه المواد سعر الدجاج. وفي ذلك يقول: "اصحاب المال ماخلاو لينا ما نديرو، خزنو كلشي وكيستناو يزيد يفوت هاد الشهر باش يشعلو العافية فالثمن"، مستطردا بأن هؤلاء، وبطبيعة الحال، ليس في صالحهم رحمة السماء كما يتمناها الفقراء.

هذا، وعلى إثر جولة قامت بها "أنفاس بريس" لسوق الجملة، يوم أمس الاثنين، تبين بأن الكثير من الخضر عرفت ارتفاعا مهولا في أثمنتها، وأيضا الفواكه. إذ تم تسجيل ارتفاع ثمن الطماطم من درهم ونصف إلى 4 دراهم للكيلوغرام الواحد، والبطاطس من درهمين إلى 5 دراهم، كما امتد الارتفاع إلى الجزر والفلفل و"القرعة المهيبيلة" التي بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد منها 8 دراهم بعد أن كان في حدود 4 درهم. أما بالنسبة للفواكه، فإن التفاح مثلا وصل إلى 10 دراهم، والموز إلى 5 دراهم، والبرتقال إلى 4 دراهم.

وهذا ما أعاد تكرار القول السابق ذكره من قبل "الخضارة" الذين حملوا المسؤولية لكبار المنتجين والتجار، حتى أنه من الساخطين من أكد على أن المستفيدين من الجفاف لن يتوانوا عن رفع أكف طلب اشتداد الحر بدل المطر. ولو أنهم كانوا قد خرجوا في صلاة الاستسقاء، يقر المتحدث، فلمجرد التظاهر بعكس ما يخفون، أما الحقيقة فهي التوسل للرب وفي الخفاء لأن يطيل أيام القحط.