بعيدا عن الخبر الرسمي الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام حول مجيء أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمغرب، وحبه الكبير لمدنه ومداشره التي تكررت ومنذ سنين زياراته لها، حتى أنه صار من أعرافه قضاء مناسبة حلول العام الجديد على أرضنا.
بعيدا عن كل هذا، أبى الأمير القطري إلا أن يصاحب حلوله بين المغاربة بعث رسائل عديدة مشفرة، وبطرف متباينة. وإن كان أبرزها وأقواها تلك المستشفة من إصراره على التجوال نهارا كما الليل دون حراسة رجال شداد غلاظ، أو بروتوكول من ذاك الذي عهدناه لدى كبار الشخصيات.
والأكيد أن كل متتبع لرحلة أمير قطر إلى مدينة إفران على وجه التحديد، لابد أن يستنتج الكلام الكثير الذي ينطق به ولو في صمت، مؤداه الأمن والطمأنينة اللتان يثق فيهما ويتحسسهما على نحو لا متناهي، خاصة في ظل أجواء التوتر والتوجس التي تكاد لا تفارق وطن، إن كان بحكم رئاسي أو ملكي.
ولعل رواج العديد من الصور التي التقطها ضيف المغرب رفقة مواطنين في منتهى البساطة وهو يرتدي لباسا مغربيا صرفا، لأكبر شاهد على ذلك. وكأن حال لسانه يقول: "اعتبروني المثل على سلم وأمن البلد، طالما أني أمير وليست لي مجرد نية إحاطتي بحراس. فاليقين أن عامة الشعب هم السلم والأمن عينه..".
