لبت زليخة نصري نداء ربها قبل قليل على إثر تأثرها بجلطة دماغية وهي في المستشفى العسكري بمدينة الرباط، وكانت مستشارة الملك محمد السادس في الشؤون الاجتماعية قد نقلت إلى هذا المستشفى منذ أيام بعد استدعى وضعها الصحي المتدهور ذلك.
وعلم أن مراسيم تشييع جثمان الفقيدة ستكون بالرباط، يوم غد الخميس برئاسة ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
ويذكر بأن من بين ما قيل عن الراحلة، كونها عين الملك التي لا تنام، امرأة من نار، المرأة الحديدية... وغيرها من الألقاب التي أبدعها السياسيون والصحافيون في وصف امرأة من طينة الرجال، قدمت من مدينة عميقة لأقصى الشرق فقلبت موازين العاصمة. بعصامية متأنية صنعت لها مكانة استثنائية وسط مستشاري الملك، ونالت ثقته فمنحها موقعا خاصا لا يمسسه أحد. لا تحتاج لوسيط لمقابلة الملك في بحث دائم عن الكمال وبأدق التفاصيل. إنها زليخة التي أرهقت المسؤولين زياراتها، واقترن اسمها بالقسوة واللطف في آن واحد، إنها المدافعة عن البروتوكولات والمتشبعة بالبساطة والتواضع.
رحم الله زليخة نصري، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
