الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

د. غالب الفريجات: ضرورة الاعتراف بالمقاومة الإيرانية

د. غالب الفريجات: ضرورة الاعتراف بالمقاومة الإيرانية

في مواجهة العدوانية الفارسية لنظام الملالي تحت يافطة الدين، والدين منها براء، من أجل تحقيق حلم إعادة إحياء إمبراطورية قد اندثرت، وعملية إحيائها تحت أي غطاء عملية فاشلة، لن تؤدي في هؤلاء المهووسين إلا إلى الفشل وجر أذيال الهزيمة، أمام مقاومة الشعوب من جهة، وعدم أحقية سياسات الملالي من جهة أخرى .

سياسة الملالي سياسة عدوانية، لم تقتصر هذه السياسة على العدوان على شعوب المنطقة والتآمر عليها، ونهب ثرواتها، وتمزيق نسيجها الاجتماعي تحت يافطة الطائفية الدينية البغيضة، وتشويه ثقافة المجتمع في هلوسات دينية، بعد أن قامت بإنتاج عقيدة فارسية طائفية مشبوهة لا علاقة لها بالإسلام، شبيهة بهلوسات الصهيونية عندما ركبت الدين اليهودي، لإنتاج عقيدة صهيونية باسم الديانة اليهودية.. فقد شملت عدوانية الملالي مكونات الشعب الإيراني، فقامت بقمع واضطهاد هذه المكونات العرقية والدينية، ليتسنى لها أن تمارس دورها الطائفي في حق عموم أبناء إيران، فأصابت منهم في حريتهم واقتصادهم وحياتهم الاجتماعية، ودمرت الحياة الإنسانية، وداست على حقوق الإنسان، بسبب سياستها الطائفية القمعية .

لقد استحوذ الملالي على السلطة، ولم يسمحوا لأي نوع من أنواع المعارضة في العمل على الساحة الإيرانية، ولكن المقاومة الإيرانية الشجاعة تمكنت بفعل دورها النضالي وتضحياتها البطولية من إثبات وجودها على الساحة الدولية، رغم ما يلاقي نظام الملالي من دعم القوى الدولية.. وإن أظهرت بعض الأطراف الدولية أنها في مرحلة مواجهة مع هذا النظام، إلا أن ما تمارسه هذه الدول لا تبتعد عن سياسة النفاق والتملق من جهة، وسياسة الخوف من التنديد من مواقفها المشينة والمخزية في التعامل مع نظام طائفي قمعي عدواني لا يبتعد في سياساته عن ممارسات الصهيونية في عدائها للحياة الإنسانية من جهة أخرى .

وأمام عدوانية الملالي للوطن العربي، واستغلالهم حالة الانهيار التي أصابت النظام العربي الرسمي، وتعاونهم مع الدول العالمية الطامعة في الثروة العربية، ووضوح سياسة المقاومة الإيرانية التي تنبذ التدخل في الشأن الداخلي لدول الجوار بشكل خاص، وهو ما يعني الدول العربية، والتعهد بتوفير الحياة الآمنة، واحترام الحرية وحقوق الإنسان للمواطن الإيراني.. ففي ضوء ذلك لابد في مواجهة سياسة الملالي من التخندق في خندق المقاومة الإيرانية، التي ستعيد إيران لعقلانية السياسة، وحكمة التعامل مع الآخر، وعدم التوسع على حساب الوطن العربي، والبعد عن السياسة الطائفية العدوانية التي مزقت المنطقة في طوائف متقاتلة .

مواجهة ملالي الفرس في سياساتهم العدوانية، وبشكل خاص اتجاه الوطن العربي لابد من اتباع سياسة المواجة، سياسة الهجوم لا سياسة الدفاع في عقر دار النظام، ومع دعم الثورات والانتفاضات الجماهيرية في الاحواز، والبلوش، والكرد، ومع دعم أذربيجان الإيرانية وتشجيعها على الانفصال واللحاق بجمهورية أذربيجان، والعمل على دعم مكونات إيران الدينية والعرقية.. فإيران نظام هش ودولة قابلة للتفتيت، ولا تستطيع الصمود.. ورغم هشاشة النظام العربي الرسمي إلا أن مكونات النظام الإيراني أكثر هشاشة من مكونات النظام العربي.. وهذه السياسة لا تتعارض مع فتح قنوات الاتصال مع المقاومة الإيرانية التي تقاتل النظام الإيراني، لابد من العمل على دعمها وبكل الوسائل والطرق، مع أخذ التعهدات والمواثيق في أن تسير بطريقة حسن الجوار، وعدم التدخل في الشأن الداخلي العربي بعد سقوط نظام الملالي.. فالجزر العربية الثلاث تعود لأصحابها، والنزاعات الحدودية مع العراق تنتهي، وحق عرب الأحواز في حكم ذاتي يملكون فيه حق استخدام لغتهم الوطنية، اللغة العربية، ونظام تعليمهم، وحقهم في تحقيق مصيرهم بعد فترة محددة في استفتاء شعبي مطلب مشروع .

دعم المقاومة الإيرانية يجب أن يكون إستراتيجية عربية، وبشكل خاص دول كالسعودية والإمارات ومصر والأردن.. وفي المستقبل القريب بإذن الله سوريا والعراق، حتى يتم تحجيم إيران داخل حدودها، ولا يحق لها أن تمارس أي دور عدواني ضد جيرانها.. فقد أكدت عاصفة الحزم أن إيران الملالي لا تفهم إلا لغة القوة، ولتكن سياسات العرب في استخدام القوة بكل أنواعها وأشكالها ضد هذه الدولة المارقة، التي باتت تشكل خطراً يشكل الصفحة الثانية للخطر الصهيوني، وللمتشدقين الذين يعارضون سياسة القوة ضد إيران أننا تركنا "إسرائيل"، وهم كاذبون فلا أحد يقول أن الصراع مع إيران بديل عن الصراع مع الكيان الصهيوني، ولكن إيران بات خطرها مماثلاً للخطر الصهيوني.. فمن يحتل الأرض عدو، وليس هناك احتلال إيراني حلال واحتلال صهيوني حرام، كلاهما حرام وكلاهما يستحق المواجهة، وكلاهما على نفس المستوى من الخطورة... ونحيي برلمانيي الأردن الذين يطالبون بفتح قنوات تواصل وإقامة علاقات مع المقاومة الإيرانية، في الوقت الذي نطالبهم فيه بتحرير الأردن من اتفاقية وادي عربة، لأنها سمحت للكيان الصهيوني بالتغلغل في الأردن، وتشكل خطورة كبيرة على مستقبله.