كريستوفر غير مرحب به في المغرب.. نبأ يترجم التحول الذي ستعرفه الديبلوماسية المغربية في التعاطي مع ملفات الوطن بعد خطاب الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء من مدينة العيون، وخصوصا ملف القضية الوطنية المقدسة التي قطعت مع كل أشكال "التحنقيز" الذي يمارسه من يفضلون الرقص على إيقاع "التصيقير" ليظفروا ب "الزرورة" من جهات تمول وتنفق على "شطحاتهم" بالدولار والأورو من براميل نفط الجزائر المنهوب من عرق شعبها الطيب الذي أرهقه اقتصاد الريع العسكري... هذا الخبر نزل كحمام بارد على أجساد "الراقصين والراقصات" الذين ألفوا زيارة أقاليمنا الصحراوية بأقنعة مزدوجة.. قناع "المفاوضات" وقناع إثارة البلبلة والفتنة لتسويق مكرهم وخادعهم للعالم.
نعم من يريد أن يفتح قنوات المفاوضات حول الحكم الذاتي ما عليه سوى أن يمر من مركز الدولة المغربية بالرباط، وهذه إشارة قوية للقطع مع ممارسات هذا "الكريستوفر" الذي يقتات على ظلم وجور المعذبين والمقهورين بتندوف والمعتقلين والمحتجزين هناك في براريك العار... نعم ليست لروس أية مسؤولية في الصحراء، ولن يذهب إلى هناك ليلتقي بمن يريد.. لأن المغرب له سيادته وسلطته على أرضه من طنجة إلى لكويرة، ولن يسمح لأي كان بالتصرف في أرضه وفق مشيئته وأغراضه وأهدافه المدفوعة الأجر.
الصحراء المغربية بوابة إفريقيا تنمويا ستحمل مشعل الجهوية المتقدمة بمشاريعها الضخمة ومؤسساتها المنتخبة ورجالاتها الوطنيين ونسائها المناضلات ونخبها المثقفة وهيئاتها المدنية الحقوقية والجمعوية والتنموية، ولن تفتح أبوابها للمتسولين بالسياسة القدرة وديبلوماسية الريع التي قطع معها المغرب ملكا وشعبا.. أما من يريد طرق باب المغرب في الرباط من أجل ترجمة الحكم الذاتي كصيغة وحل سياسي نهائي للقضية الوطنية، فلن يجد إلا الآذان الصاغية الحكيمة والمتزنة لإنهاء الصراع المفتعل الذي عطل وحدة الشعوب المغاربية.
مَدَامْ سَدَاتْ السي روس.. شُوفْ غِيرٌو.. لأنه فعلا الصحراء آمنة في المملكة الآمنة، وخير شاهد على ذلك الحشود الجماهيرية التي بلغت إلى 300 ألف خرجت لتحيي ملك البلاد بمدينة العيون.. وعادت لأوكارها لتتابع خطاب المسيرة التاريخي.