هل نسميها فضيحة... أم سوء تقدير... أم جهل بملف الصحراء من طرف الحكومة. مناسبة هذا الكلام هو تلك "الكارثة" التي كشفت عنها مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية، أمام لجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب مؤخرا، حيث قدمت الوزيرة بوعيدة عرضا مفصلا عن الدعم الداخلي والخارجي الموجه لجمعيات المجتمع المدني. مشددة على أن الدعم الذي تخصصه وزارتها للجمعيات النشيطة في الديبلوماسية الموازية لا يتعدى 150 مليون سنتيم سنويا، تستفيد منها 50 جمعية، توزع في شكل منح على الجمعيات بمعدل 30 ألف درهم تقريبا أي بمعدل 4000 درهم يوميا.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فالجارة الجزائر، على سبيل الاستئناس، رصدت مخابراتها مبلغ 11 مليار سنتيم لتشويه سمعة المغرب في الدول الإسكندنافية الخمس فقط، وذلك لتمويل الحملة لصالح البوليزاريو والرد على الزيارة التي قامت بها الوفود الحزبية المغربية مؤخرا إلى ستوكهولم. بمعنى أننا "بكري" دافعنا عن الصحراء، لأن المغرب إذا لم يتدارك هذه "الفضيحة"، فحتما دراهم بوعيدة لن يسمع رنينها  أمام ملايير المخابرات الجزائرية.