الرد الواضح والقوي الذي وجهه وزير الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار ، لنظيرته السويدية والذي قال به : إن السويد “وصل حدا لا يمكن أن يقبله المغاربة والدبلوماسية المغربية، وبأنهم تجاوزا الخط الأحمر” أدى هذا الرد إلى تزعزع الرواية التي بثتها الماكنة الإعلامية للبوليساريو والمؤسسات السويدية التي ترفع لواء حقوق الإنسان للتسلل إلى إفريقيا وسائر دول العالم الفقيرة.
شح المعلومات عن المغرب وعلاقته بالصحراء الغربية في ظل نشاط محموم للقوى اليسارية التي دعمت النهج الانفصالي ابان المد اليساري في العالم والحركات المتضامنة معه في السويد انطلاقا من " مجموعة فيتنام السويدية " التي كانت تساند ثوار الفيتكونغ الاشتراكيين مرورا بالمجموعات اليسارية السويدية التي كانت تؤيد اليسار الفلسطيني تسللت فكرة البوليساريو الانفصالية بتزوير جلي للتاريخ والحضارة والجغرافيا ، هذا التسلل المبني على التزوير الكامل لتاريخ المنطقة يترنح الآن أمام الحقائق التي تسردها الدبلوماسية المغربية والتي يبدو أنها خرجت من غفوتها في الساحة السويدية والدول الاسكندنافية التي تعتبر خزانا ايدولوجيا للبوليساريو سواء من السياسيين او الفلاسفة الذين يؤلفون نظريات الانفصال كما هو الحال في النرويج.
المطلوب من المغرب على المدى المنظور إيصال الحقيقة لشعوب الشمال ومنها الشعب السويدي والتي تعتمد على حقائق اجتماعية ، جغرافية ، تاريخية ، حضارية كفيل بدحض الرواية اليسارية بعد ان تهاوى اليسار في عقر داره منذ أكثر من عقدين من الزمان.
المعركة الدبلوماسية التي فتحتها القوى اليسارية والاشتراكية في السويد ستخسرها أمام كل تلك الحقائق وستخرج المغرب من هذه المعركة منتصرة إذا ما أصغت القوى الاشتراكية السويدية واليسار لصوت الحقيقة وابتعدت عن لعبة المصالح.
المطلوب من المغرب الوصول إلى الداعمين الحقيقيين للتوجهات الانفصالية من المؤسسات السويدية التي تنشط في مجال حقوق الإنسان لسرد الرواية التي تأخرت كثيرا عن إسماع السويديين ويبدو انه آن أوان إيصالها.