الأحد 22 سبتمبر 2024
مجتمع

بيضاويون: العيد من حق الجميع لكن ليس على حساب تعطيل المصالح

بيضاويون: العيد من حق الجميع لكن ليس على حساب تعطيل المصالح

على عكس ما تُعرف به الدار البيضاء من كثافة سكانية هائلة، وعجلة رواج تجاري لا ترضى التوقف. تبدو المدينة هذه الأيام في شبه ركود بعد أن ألحقت  بها مناسبة عيد الأضحى عطالة مست معظم الأنشطة، وذلك نتيجة تفضيل نسبة كبيرة من الساكنة قضاء فترة أجواء النحر وما يليه بين ذويها في مختلف المدن والبوادي التي تعد مسقط رأسهم.

وفيما لم تعتبر بعض التعليقات التي استقاها "أنفاس بريس" الوضع أمرا مستجدا، بحكم أنه معتاد عند مجيء هذا الموعد من كل سنة، كانعكاس طبيعي لاحتضان أكبر مدينة في المغرب جميع ممثلي مناطق المملكة، وغوايتها لهم بضمان مصادر رزق قد لا تتوفر في باقي الجهات، صرح البعض الآخر بأن الموضوع يشكل فعلا مشكلا للموجودين بها حاليا، خاصة وأنهم يصطدمون بصعوبة اقتناء أبسط البضائع إلى درجة يجدون معها خصاصا في مادة الخبز. وهذه أزمة حقيقية لمن تحف به، يقول مروان، البالغ 34 سنة، قبل أن يردف بكون أي مناسبة وبصرف النظر عن طبيعتها لا يجب أن تكون مبررا لاختفاء هذا المنتوج أو ذاك. مما يلزم معه إعادة نظر مدروسة من قبل الجهات المعنية حتى لا تظل مصالح مواطنين رهينة بمزاجية مواطنين آخرين، علما أن هذا العيد، يستطرد هذا المستخدم، يعد الفرصة التي يميل إليها أغلب التجار للاستفادة من عطلتهم السنوية، والتي قد تدوم أحيانا إلى شهر أو أكثر.

وليت التبعات تقف عند الحد السالف الذكر، يفيد محمد، البالغ 54 سنة، وإنما تتعداها إلى محاولة عينة من التجار استغلال انفرادهم بالسوق للزيادة غير المشروعة في المواد، وبالتالي مضاعفة ورطة المستهلك في هذا الوضع المفروض عليه جبرا. بل حتى الخضر، يسجل هذا الموظف في إحدى شركات بيع السيارات، لا تستثنى من التلاعب، ويتخذها الباعة ورقة ضاغطة للي ذراع المشتري بدعوى قلة السلع بسوق الجملة، فتلتهب الأسعار لتصل سقفا لا يُحتمل.

ومن جهته، بالموازاة مع إبدائه لعدم الرضى على مشاهد المواطنين وهم يتهافتون قبل يوم العيد على شراء حاجياتهم بما يفيض عن الاكتفاء، حمَّل عادل، البالغ 31 سنة، المسؤولية لجمعيات المستهلك بالدرجة الأولى، على أساس أنها مقصرة في أداء الموكول لها من مهام. وحجته في ذلك، من خلال ما جاء على لسانه، عدم عملها على زرع الثقة في الناس بتفعيل تدابير تؤمن لهم الحصول على ما يرغبونه في أي زمان أو مكان. مشيرا إلى أن هذا التقصير هو ما يجعلنا نرى تلك العادات الرجعية وكأننا على مشارف الدخول في حرب قد تنفذ معها المؤونة: "تصور من المواطنين من يشتري ثلاث قرورات من البوطاغاز، وكيس من الدقيق، فضلا عن لترات الزيت. أما التوابل والشاي والسكر فحدث بلا حرج.. فلا ندري هل حقا سيحتفلون بعيد أم لديهم أنباء عن بوادر حلول عام البون من جديد؟".

وكما سبق لمروان أن دعا المسؤولين إلى التدخل لوضع حد لهذه التجاوزات، كان رأي فوزية، البالغة 46 سنة، التي لم تحدد حلا محددا، وإنما استشهدت بما عاينته من خلال زيارتها لفرنسا قبل أعوام. إذ لاحظت بأن أصحاب المخبزات، مثلا، مجبرين عند اتخاذهم قرار إغلاق محلاتهم لفترة معينة لأي سبب من الأسباب، إخبار السلطات القريبة من الحي حتى تتكلف بوضع برمجة تشرك فيها جميع مخبزات المنطقة على سبيل المداومة كي لا يتأثر المواطن من ذلك الإغلاق. وإن كنا بعيدين شيئا ما عن اقتفاء مثل هذا الإجراء، في الوقت الراهن على الأقل، تؤكد فوزية، فإن من شأنه أن يلهم أصحاب القرار بالمغرب لجعل مراميه مبدءا، على أساس أنها تخص المواطن أولا وأخيرا، وتحسب لحقه في العيش الكريم ألف حساب ولو من غير أن يطالب، فبالأحرى أن يحتج.