الأحد 22 سبتمبر 2024
مجتمع

عائلات الحجاج المغاربة يطالبون الحكومة بتوفير شروط استقبال تليق بالحجاج بالمطارات

عائلات الحجاج المغاربة يطالبون الحكومة بتوفير شروط استقبال تليق بالحجاج بالمطارات

محنة الحجاج المغاربة هذه السنة لا يمكن وصفها نظرا لهول الفواجع المتتالية التي عاشوها بالديار المقدسة والصور الصادمة التي ستظل منقوشة في أذهانهم... ضغط نفسي كبير.. تعب... إجهاد.. حكرة.. معاناة... عطش وجوع وتيه... لقد مر موسم حجهم عصيبا وأيامهم متوترة ومقلقة، وتقاسمت عائلاتهم وأسرهم وأقاربهم هنا بأرض الوطن نفس الهم والغم مع "الطالعين لجبال الزايرين النبي"...

حجاجنا الميامين سيعودون إلى أرض الوطن بعد انتهائهم من أداء مناسكهم وشعائرهم الدينية، فماذا أعددنا لهم لنستقبلهم أجمل استقبال يليق بهم كسفراء مغاربة يرفعون راية الإسلام المعتدل والسمح بأرض " شبه الجزيرة العربية".. استقبال يخفف عنهم صدماتهم النفسية وقلقهم الروحي والمعنوي؟؟

"يجب توفير كل شروط الاستقبال الناجح على مستوى البنية الاستقبالية بالمطارات، وتخصيص أطقم طبية متخصصة في كل الأمراض التي يمكن أن تصيبهم جراء ما وقع"، تقول حسناء التي نجا والداها من موت محقق يوم حدث التدافع.. مضيفة "الأمر يتطلب كذلك توفير أطباء نفسانيين ومساعدين اجتماعيين لتقديم الدعم النفسي أثناء استقبال وفود الحجاج"... لأن ذلك يعد واجبا يلزم الدولة والحكومة ويترجم حقا من حقوق الإنسان التي يكفلها الدستور...

"الحق في التنقل والحياة والصحة والسلامة والأمن يفرض على الحكومة أن تجند كل قطاعاتها المعنية للتدخل وتقديم المساعدة والنصيحة والمصاحبة لكل الحجاج الذين سيتوافدون على المطارات المغربية..."، يؤكد عبد الله وهو يفكر في الوضعية الصحية لأمه المصابة بمرض مزمن.. وقال لـ "أنفاس بريس" "إن الحكومة بكل مسئوليها مطالبة اليوم بتوفير الموارد البشرية الكافية لتغطية لحظات استقبال الحجاج وتقديم العون لهم حتى يتسلموا أمتعتهم ويعانقوا أسرهم وعائلاتهم في جو من الطمأنينة".

وفي نفس السياق تحدث عبد الجليل ل "أنفاس بريس" عن دور المجتمع المدني وفعالياته العاملة في حقل التواصل الاجتماعي في المشاركة في لحظات استقبال الحجاج والتي تتوفر على أطر قادرة على تقديم الدعم المعنوي والنفسي للحجاج واستقبالهم في شروط ترقى بمهمتهم الدينية قائلا "فعاليات المجتمع المدني يجب إشراكها في هذه اللحظات وتوزيع المهام فيما بينها حتى تتحول فضاءات المطارات إلى عرس ديني اجتماعي تربوي تتوحد فيه كل شرائح المجتمع المغربي بالفرح والأمل وتجاوز المحنة".

هذه عينات من تصريحات كثيرة تحمل رسائل للجهات المعنية وعلى رأسها رئيس الحكومة ووزرائه في الأوقاف والشؤون الإسلامية والصحة والداخلية وسلطاتها الأمنية وتكوين خلية استقبال همها الوحيد هو رد الاعتبار للحجاج المغاربة على إثر ما تعرضوا له هناك، وتضميد جراحهم حتى يشعروا بحضن وطنهم الدافئ الذي لا يفرط فيهم وفي إنسانيتهم لأن الحدث جلل.... فضلا على أن الملك أعطى توجيهاته لمتابعة أوضاع الحجاج ووقوفه شخصيا على متابعة ملف المفقودين وضحايا حادث التدافع بمنى.