الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أحمد فردوس: أيها المغاربة من يكون رئيس حكومتكم بعد استحقاقات 2016 ؟؟

أحمد فردوس: أيها المغاربة من يكون رئيس حكومتكم بعد استحقاقات 2016  ؟؟

أهم شيء يحرص عليه الفاعلون السياسيون ورجالات الدولة هو ذلك البروفيل المغري لرؤساء حكوماتهم .. يشتغلون على قدم وساق لتقديم مرشح  الرئاسة ببروفيل تاريخه ومساره السياسي نقي وناصع البياض، بروفيل غير ملطخ بملفات الفساد بمختلف تمظهراته.. بروفيل يجمع بين الشخصية المتزنة والصارمة... الشخصية العالمة بأمور الدولة والمتشبعة بروح المواطنة الشخصية الكاريزمية التي تنتصر لقضايا الوطن والقادرة على فرض نفسها في الساحة السياسية.

والبلوغ لهذا الهدف يمر عبر تشخيص دقيق عبر الأجهزة الحزبية التقريرية والمرور لتشخيص المرشح بواسطة الناخبين والناخبات عبر "سكانير" الثقة والنزاهة والمسؤولية .. و"سكانير" الهيئة السياسية التي ينتمي إليها ذات المرشح المفترض

لذلك نجد الهيئات السياسية تشتغل وتكد وتجتهد لخلق نوع من الإجماع على مرشحها المفترض للدخول لغمار المنافسات التشريعية لبسط نفوذها السياسي من خلال برامجها ومواقفها لإقناع الرأي العام في أفق أن تنتزع كرسي الحكم والسلطة بعد أن تختار الرجل المناسب في المكان المناسب.

ونحن مقبلون على الانتخابات التشريعية سنة 2016 نستحضر خطابات رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران الذي جاب أغلب المدن المغربية طالقا العنان للسانه، وموجها التهم الثقيلة لكل معارضيه والتهجم عليهم بأعنف الألفاظ وخصوصا ضد قيادات حزب الأصالة والمعاصرة "ملف المتاجرة في المخدرات نموذجا". هذه الاتهامات المجانية التي أكدها رئيس حكومة عبر منابر "المصباح" الدعائية التقطتها عموم الجماهير وروجت لها وسط الأماكن العمومية وأصبحت حديث الخاص والعام، بل تناقلتها حتى منابر إعلامية دولية باستغراب ، ـ هذه الاتهامات ـ تضعنا جميعا أمام سؤال المسؤولية والمحاسبة والمتابعة الجنائية والقانونية .. خصوصا أن مصباح بن كيران سيكون شاهد عصره بعد سنة.

لنفترض جدلا أن استحقاقاتنا التشريعية المبرمجة سنة 2016  مرت في شروط ديمقراطية ونزيهة ومنحت للأصالة والمعاصرة الرتبة الأولى على مستوى حصيلة مقاعد البرلمان، واختار الملك رئيس حكومته شخصية الباكوري الأمين العام لحزب "الجرار" وفق أحكام الدستور .. هل سيتعامل معه زعيم المصباح كعريس يجب احترام ليلة دخلته و يغني مع  مناصريه في المغرب العميق ( واهيا لعريس ضوي بالشمع البلدي ويلا جاك الزين ضوي بالتريسينتي ) أم أنه سيقلب الفرح لعزاء ؟؟.

 ماذا سيقول عبد الإله بن كيران في هذا السيناريو؟ وكيف ستكون خرجات كتائبه ودروعه الحزبية؟ هل سيستمر في فتح ملف الفساد والمتاجرة في المخدرات ويسلك مساطر الطعن ضد "الرئيس المافيوزي المفترض"  والإصرار على موقفه كما سجله التاريخ فوق صهوة منابر الدعاية الانتخابية أم أنه سيرتكن للقضاء والقدر ويقدم "البيعة" بقناع آخر كما فعل مع ملف وزير خارجيته مزوار؟.

هذا السؤال يحيلنا على سؤال أكثر إثارة  ما موقف بن كيران من تحالفات حزبه مع حزب الأصالة والمعاصرة ؟؟ ) سؤال يؤكد أن المصباح لا يضيء جيدا مسار الرجل وطريقه المفروش بالأشواك، ويتعلق الأمر بالتحالفات العكسية التي مارسها أغلب منتخبيه في الجماعات والجهات والأقاليم مع حزب الجرار الذي اكتسح بعجلاته خمس كراسي جهوية ؟؟

هذا المنطق " الكيراني " فسره أحد الظرفاء كون الأمين العام لحزب المصباح السي بن كيران يعمل بمنطق أصوات " المافيا " حلال و" زعمائها " حرام.