الخميس 2 مايو 2024
مجتمع

أسواق الخرفان.. الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود

أسواق الخرفان.. الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود

عبارة واحدة تؤلف بين أحاديث المغاربة هذه الأيام، وتعمل على فعل الموحد لانشغالاتهم وإن تعددت مصادرها أو حتى مستوياتها.. إنها احتلال "الكبش" موقع السيادة في السيطرة على مجريات أحداث الظرف الحالي، حيث لا أحد، وكما يبدو، تأسره أفكار أقوى من تلك المرتبطة بكيفية تدبيره شراء ذلك الضيف المرهق، إلى درجة أن هذا المواطن المواجه من كل جانب بمستلزمات أخرى لا تقل ضغطا على مرتبه، لا يجد من سبيل للاكتواء بأخف الضررين، سوى بإحكام قبضة المراقبة، وعدم ترك جسده عرضة لنهش معدمي الضمير من المتربصين بجيبه المنهوك، خاصة وأن "الضو كيجبد، والماء كيجبد، والكراء كيجبد، والخضرة كتجبد، والنقل كيجبد.."، طبقا لما قاله أحد الغاضبين.

وتكفي الإشارة إلى أن هذه المناسبة الدينية تتعاظم فيها كل السلوكات التي لا تمت للدين بصلة، إذ علاوة على التفسير الخاص والضيق الذي يحتمي به الباعة من خلال التصريح الرسمي القائل "أثمنة الأضاحي تخضع للعرض والطلب، وتختلف حسب الجودة والصنف وسن الأضحية، وكذلك حسب المناطق وأماكن البيع والفترة التي تفصلنا عن العيد".

فبعد ترجمة هذا الكلام على نحو "مصلحي"، لاشك أنه يضع المشتري أمام عجز كامل للتشكي من تظلم ما، بناءا على أن أي شكوى محتملة في هذا الإطار ستفقد معناها إذا ما وضعت إلى جانب تسويفات الوزارة المعنية.

وفي الاتجاه عينه، يجدر التذكير بما لا تخطئه عين في مختلف أسواقنا بهذه المناسبة من مشاهد السرقات والتربص بالزوار، حيث يستغل اللصوص الازدحام الذي يشكل بالنسبة لهم فرصة مواتية لتحقيق أهدافهم، وذلك في ظل الحرص الأمني المتذبذب والحائر أمام التطور مس عمق أساليب التدليس والخداع. مما يكشف أن المواطن العادي "ماحيلتو" لنهب بعض البائعين أو جشع السارقين. لذلك فهو يدخل هذا العالم الغامض واضعا يده على قلبه إلى أن يغادر، إما متمكنا من مقابل ماله "أي الكبش"، أو فاقدا لدراهم "دواير الزمان" الذي يمكنه امتلاك أهلية استفزازات المثل المغربي "المعيشة قليلة وطاحت فيها ذبانة".