الأحد 22 سبتمبر 2024
مجتمع

أرملة الراحل الدكتور بناني: عاش كما أراد ومات كما أراد.. مرفوع الرأس عالي الهمة

أرملة الراحل الدكتور بناني: عاش كما أراد ومات كما أراد.. مرفوع الرأس عالي الهمة

أقامت أسرة الراحل الدكتور محمد الناصري بناني، أمس الأربعاء 9 شتنبر، حفلا تأبينيا للفقيد بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاته. وعرف هذا اللقاء الذي احتضنته قاعة "ابن النفيس" بكلية الطب بمدينة الدار البيضاء، حضور العديد من أصدقاء ورفاق المرحوم، إلى جانب أفراد عائلته وفي مقدمتهم زوجته الدكتورة نزهة بنونة التي ألقت كلمة مؤثرة كشفت على بعض ما كان يتصف به شريك حياتها من خصال جمعت بين الخلق السامي والتواضع والعفة والزهد والكفاءة، فضلا عن الروح المرحة.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة بنونة بأنها كلما كانت تسأل محمد بناني عن وجهته عند عزمه على مغادرة البيت، يجيبها بابتسامته المعهودة: "ذاهب عند زوجتي الثانية"، ويقصد طبعا إحدى التزاماته في مهمة من مهامه النضالية على درب الدفاع عن حق المواطن في التمتع بصحة جيدة. إذ لم يسجل عليه يوما، تضيف نزهة بنونة، أن تأخر عن بذل كل ما في وسعه وأكثر حتى يتحسن وضع المغاربة، وخاصة المقهورين منهم صحيا، ويحضون بالكرامة والعزة في علاجهم.

وذكرت أرملة الراحل بأن أول لقاء بينهما يعود لسنة 1976 حين كانا طالبين، حينها وجدا ما يجمع بينهما من توافق مشترك سواء في حزب القوات الشعبية أو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مما توج بالزواج، وإكمال الدراسة برومانيا قبل الاشتغال معا في فرنسا. وأضافت بأن العلاقة اشتدت أواصرها أكثر عندما رزقا بالابنين عمر، وهو الآن طبيب مختص في الجهاز العصبي في فرنسا، وغيثة الطالبة بكلية الطب. كما أنها أشارت إلى كونها لم تره سعيدا أكثر من اليوم الذي زف إليه خبر ولادة حفيدهما إلياس، وقتها علق بأنه يحس وكأنه يملك العالم بين يديه.

وشهدت المتحدثة بأنها لا تستحضر لحظة غضب أبداها الفقيد في وجهها أو جرحها بكلمة، بل على العكس من ذلك، ظل طيلة حياتهما الزوجية مصدر سعادة وبهجة للأسرة ككل، إلى درجة كان يحاول معها إخفاء تعبه، قدر الإمكان، لغرض الحفاظ على أجواء الراحة والاستئناس بالبيت. لتختم بصوت مخنوق ودموع لم تستشرها في السيلان: "عشت يا سي محمد كما أردت، ومت كما أردت.. مرفوع الرأس، عالي الهمة.. فرحمة الله عليك.."

هذا، وألقت ابنة المتوفى غيثة التي كان يردد على الدوام بأن "عيادته لها"، كلمة في حق والدها، والتي لم تختلف عما أشارت إليه والدتها من مبادئ للفقيد. والأمر نفسه عبرت عنه النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، وبعض الضيوف المغاربيين الذين عاشروا محمد بناني في مسيرته الدفاعية عن كل ما يضمن الظروف المواتية للأمن الصحي للمواطن.

وفي تصريح لـ"أنفاس بريس"، أكد محمد البوكيلي، وهو أحد أصدقاء الراحل، على أن أبرز ما كان يتصف به الراحل هو شجاعته في إبداء آرائه، والتي لم يحدث أن خشي فيها لومة لائم، حيث كان يعلن كل ما يضمره بعفوية واتزان. فالأساس الذي حرص عليه، يقول البوكيلي، هو أن يرضي ضميره مهما كانت صعوبة المواقف التي يوضع فيها، طالما أنها في خدمة الصالح العام ورقي الوطن.