الاثنين 11 نوفمبر 2024
مجتمع

"مرض الروماتيزم" يصيب مفاصل مسؤولي إقليم الرحامنة ويعطل مشاريعها الاستثمارية

"مرض الروماتيزم" يصيب مفاصل مسؤولي إقليم الرحامنة ويعطل مشاريعها الاستثمارية

أكيد أن المشاريع الاستثمارية الناجحة ترتبط بالدراسة المتكاملة والمترابطة بحلقات أهدافها الاقتصادية والاجتماعية، دون إغفال أهمية موقعها المجالي وانفتاحه على المحيط وروافده لتثمين وتسويق المنتوج المتعلق بذات المشاريع.

سبب نزول هذا الكلام هو وقوف" أنفاس بريس" على "مرض الروماتيزم" الذي أصاب مفاصل القائمين على التدبير والتسيير وشل حركتهم على التحرك لفك العزلة والتهميش والمشاكل التي يتخبط فيها مجموعة من المستثمرين وساكنة بعض الدواوير المتواجدة على طول 30 كلم بين جماعة الصخور الرحامنة وجماعة سيدي غانم التابعتين لقيادة الصخور بإقليم الرحامنة.

على طول ذات الطريق الرابطة بين الجماعتين، تم إحداث أربعة مشاريع تشتغل على تربية الدجاج والبيض بالإضافة لمشروعين لتثمين صناعة "الهندية"، حيث تكثر ألواح الصبار ومنتوج فاكهتها الموسمية التي تستغلها بعض التعاونيات في إنتاج زيوت الهندية الباهظة الثمن، وبعض المرهمات التجميلية، فضلا عن صناعة الشومبوان ومنتوجات أخرى... هذه الدينامية الاقتصادية تعترضها مشاكل الطريق التي تمتد من الرحامنة إلى منطقة دكالة (30 كلم) في اتجاه العونات وسيدي بنور، والتي تعتبر شريانا مهما للتنمية على جميع المستويات.

وقد أكدت عدة مصادر لـ "أنفاس بريس" أن الحالة المزرية للطريق تخلق عدة متاعب للتجار الوافدين على تلك المعامل لجلب السلع سواء بيض أو دجاج أو المنتوجات الصناعية المستخرجة من الصبار والهندية، حيث تستغرق رحلاتهم أكثر من ثلاثة ساعات تجنبا للخسائر التي يمكن أن تحدثها اهتزازات الشاحنات التي تحج بالعشرات يوميا لنقل البضائع.. إذ عبر أحد السائقين "مرات عديدة سجلنا خسائر في حمولات البيض، ووقعنا في خصومات مع التجار بعد أن تكسر البيض جراء مشاكل الطريق". وقد عاينت "أنفاس بريس" التدمير الكلي لذات الطريق التي لم تعد تصلح حتى للعربات المجرورة بالدواب بعد أن تآكلت عن آخرها وأثثت الحفر العميقة كل جنباتها، علما أن عرضها لا يتجاوز المترين.

المشاكل نفسها تتخبط فيها الساكنة المحاصرة هناك ولا تستطيع القيام بمتطلباتها اليومية دون الحديث عما تخلقه ذات الطريق من مشاكل إضافية للراغبين في الاستشفاء والعلاجات المستعجلة، حيث أكدت مصادرنا أنه "لم تعد سيارات النقل المزدوج قادرة على تحمل أعباء الخسائر التي تتسبب فيها نفس الطريق على مستوى العجلات وقطع الغيار".. مضيفة "حتى الخطافة لم يعودوا قادرين على المغامرة وأضربوا عن تقديم خدماتهم لنقل المسافرين في الاتجاهين، وخصوصا يوم السوق الأسبوعي سواء بأربعاء الصخور الرحامنة أو بجمعة سيدي غانم بأولاد عبو".. وقد تساءل بعض المواطنين عن غياب وجمود المبادرة المحلية على مستوى الجماعتين "واش نتسناو شي عالي الهمة يجي يفيق هاذ الناس من نعاسهم"؟؟؟

30كلم قادرة على أن تفتح المجال أمام رواج اقتصادي واجتماعي وتواصلي جد مهم وتعيد الحيوية لساكنة المنطقة، يقول أحد الكسابة "هاذ الطريق معاها الخير إلى تفكروها المسئولين غادية تحل مشاكل البيع والشرا وتخلق رواج تجاري بين دكالة والرحامنة". وأضاف باستغراب "كيجيو عندنا بزاف ديال البياعة والشراية من دكالة باش يديو لحليب يوميا من المنطقة ...قهرتهم هاذ الطريق".

لهذا تقول عدة مصادر أنه حان الوقت للالتفات لهذه المنطقة التي تجمع الشمل بين الرحامنة ودكالة، وإعادة إصلاح الطريق التي أحدثت زمن الاستعمار الفرنسي لتقريب التواصل الإداري والاقتصادي والاجتماعي بين الساكنة على كل المستويات.

وطالبت المصادر نفسها بضرورة أن تتحمل الجماعتين مسئولياتهما في توفير مستلزمات التنمية والانخراط في تقديم البدائل الممكنة المتاحة بالمنطقة بعيدا عن الزهو الطاووسي بالانتماء إلى قيادة التراكتور والتباهي باسم فؤاد عالي الهمة دون تقديم النموذج الجيد في الخدمات الجماعية.