في وقت تسهر فيه العقول "الإنسانية" وتبذل من طاقاتها ما تحتمل ولا تحتمل لغرض إسعاد البشرية، وإهدائها ما يطيل أعمارها في ظل ظروف أريح. يفاجئنا التنظيم "الداعشي" من حين لآخر بابتكار أشد ما يصيب البشر في مقتل. إذ وبعد البدء بقطع الرؤوس، والتصفية بالرصاص، والوأد، والإغراق في أقفاص، ناهيك عن التسميم، والإلقاء من أعالي البنايات. تفتقت مؤخرا لدى هذا الخطر الإرهابي فكرة "تفخيخ" الحيوانات، وخاصة الدجاج. إذ، وحسب ما كشفت عنه صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يراهن الآن "الداعشيون" على إشراك دجاج بريء في جرائمهم، من خلال ربط أجنحته بقنابل قبل زرعه بين من يعتبرونهم "الخصوم". وذلك، تعهدا بما سبق لهم إعلانه بخصوص سعيهم إلى سلوك أي طريقة، بصرف النظر عن طبيعتها، من أجل تنفيذ مخططاتهم العدوانية. وتبعا للمصدر ذاته، فإن الدجاج مجرد الفصيلة المفضلة لهؤلاء القتلة من منطلق ارتفاع نسبة نجاح تنفيذ عملياتها الانتحارية بحكم ترجيح عدم انتباه المستهدفين لها. لذلك، فإنهم لا يجدون حرجا أيضا في استخدام الكلاب والحمير. وعليه، يحق اليوم لأي آدمي أن يخجل لكونه من "بني إنسان"، خاصة حين يرى مَشاهدا لحيوانات وهي ترفق ببعضها البعض، بل ووفائها لأصحابها من الناس. ويكفي التذكير بالكلب "سيكو" الذي ملأ خبره أرجاء العالم، وهو ينتظر صديقه المريض 8 أيام أمام إحدى المستشفيات البرازيلية، في وقت لم يزره أحد من أقاربه، حتى أنه أجهش بالبكاء وهو يرى من نافذة الغرفة تسمر كلبه دون حراك يتابع كل خارج من ذلك المركز الاستشفائي. أو الكلب "هاتشيكو" الذي تعود مرافقة صاحبه إلى محطة القطار كل يوم، لكن وبعد أن شاء القدر بألا يعود الأخير يوما نتيجة وفاته بسكتة قلبية، ظل الكلب في المحطة رافضا العودة إلى البيت. وبعد مرور 10 سنوات على وفاة الرجل، عادت زوجته إلى تلك البلدة بعد أن غادرتها بمجرد فقدان زوجها، وجدت الكلب مازال بالمحطة، وعيناه لا تفارق أبواب أي قطار حل بها. فمن الإنسان إذن، ومن الحيوان..؟.
خارج الحدود