الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد الروحلي: مصداقية بودريقة...

محمد الروحلي: مصداقية بودريقة...

ـ هل يعقل أن تستمر الأوساط الرياضية وحتى غير الرياضية في تقبل كل هذه السلوكات التي تصدر عن رئيس فريق كبير كالرجاء البيضاوي؟

ـ هل يقبل العقل أن يكون رئيس ناد عريق بكل هذه الشطحات التي تضع شخصية صاحبها في الميزان؟

ـ أي مصداقية بقيت لتسيير هذا الفريق العريق الذي بني على أكتاف الوطنيين، وساهم في تكوين وتأطير أجيالا من اللاعبين والمدربين واللاعبين وحتى الجمهور؟

ـ أي منطلق يعتمد عليه هذا الرئيس في صياغة مواقفه وتصريحاته وعلاقاته، ويتجرأ على التراجع عنها بجرة قلم، وكأن شيئا لم يقع؟

هذه الأسئلة وغيرها تحير بالفعل الأغلبية الساحقة من الأوساط الرياضية التي بدأت تنظر لسلوكات هذا المسؤول بكثير من الريبة والحيرة، بعد فقدانه للمصداقية والثقة.

عندما أعلن محمد بودريقة عن عدم ترشحه خلال الجمع العام الاستثنائي، قال في تصريح خاص لراديو "مارس"، إنه لم يعد يحتمل الضغوطات وأنه يعاني من ارتفاع الضغط، وزيادة الجرعة اليومية من الدواء، من حبة إلى حبتين في اليوم، يومها اعتقدنا أن بودريقة صادق هذه المرة، واعتقدنا أنه حتى في حالة عدم وجود مرشح بديل، فإنه في أحسن الأحوال سيكمل ولايته، أي البقاء بالمنصب لسنة واحدة يكمل بها ولايته، إلا أن أطرافا شككت في صدق تصريحاته، وقالوا إنها مجرد حيلة للبقاء لولاية أخرى من أربع سنوات.

وبالفعل هذا ما حدث، وجاء بودريقة للجمع العام في كامل استعداده الذهني والنفسي والبدني، حيث ترأس الجمع العام وضمن البقاء لولاية ثانية، بالرغم من حالة الغموض التي تلف تسيير هذا الفريق الكبير وخاصة واقعه المالي، بعد تقديم تقرير مالي خلال الجمع العام الأخير، تعتريه الكثير من الثغرات وغياب الوضوح سواء في البنود وحتى الأرقام.

وكما سبق أن سردنا في ركن سابق، هناك الكثير من الحالات التي يلتزم فيها الرئيس الحالي للرجاء بالمواقف والوعود التي يقدمها أبرزها استقالته من المكتب الجامعي لكرة القدم، إلا أن بقي في منصبه، دون أن يكلف نفسه عناء تفسير بقائه بهذا المنصب الذي تحول من خلاله مجرد كومبارس يؤثث الفضاء، بعدما سئم الجميع من شطحاته غير المحسوبة وتصريحاته المجانبة للصواب، بالإضافة إلى اتهامه بتسريب ما يدور داخل المكتب الجامعي من نقاشات وقرارات...

ما لم ينتبه له بودريقة هو أن المصداقية رأس مال لا ينضب وبفقدانها يفتقد أي مسؤول كيفما كان وزنه أو جاهه أو ماله، قيمته ويتحول إلى مجرد كائن بلا روح، قد ينجح مرة أو اثنتين وحتى ثلاثة في تغليط الناس أو استغلال حسن نية البعض أو حاجة البعض الآخر أو تهافت فئة من الفئات، لكن ذلك لن يستمر إلى ما لا نهاية، وسيتحول بسرعة إلى مجرد شخص منبوذ من طرف الجميع...

التجربة علمتنا أن حبل الكذب قصير، طال الزمن أو قصر ...