رفض اليونانيون بوضوح، في استفتاء، أمس الأحد، خطة الدائنين لبلدهم، ما يثير شكوكا بشأن بقاء أثينا في منطقة اليورو، مما أثار ردود أفعال كثيرة.
وفي حين اعتبرت نتيجة الاستفتاء نصرا لرئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس الذي كان دعا للتصويت ضد مقترحات الدائنين، وكذلك نصرا لليسار المناهض للتقشف والسياسات الليبرالية في أوروبا، فإن الغموض بات يلف مستقبل علاقة أثينا بمنطقة اليورو وبالدائنين كما لم يرتسم موقفا موحدا من الوضع في أثينا بين الشركاء الأوروبيين.
ويعقد قادة دول منطقة اليورو، غدا الثلاثاء في بروكسل، قمة مخصصة لانعكاسات الاستفتاء في اليونان، وذلك بعد مشاورات أولى من قبل المفوضية الأوروبية التي قالت إنها "تحترم" فوز "لا" الأحد في اليونان.ويسبق القمة اجتماع وزراء مالية دول منطقة اليورو.
وكان وزير الاقتصاد الألماني أول من علق على نتيجة الاستفتاء في اليونان، إذ أعلن من برلين أنه "يصعب تصور" مفاوضات جديدة بين الأوروبيين وأثينا، معتبرا أن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس "قطع آخر الجسور".
وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز "ربما يترتب علينا منح قروض عاجلة لأثينا حتى تستمر الخدمات العامة في العمل وأن يتلقى الناس المحتاجون المال الضروري للاستمرار".
وكتب وزير المالية السلوفاكي بيتر كازيمير، وهو من المتشددين ضد اليونان، في تغريدة، أن "كابوس مهندسي اليورو المتمثل في احتمال خروج بلد من النادي يبدو سيناريو واقعيا".
وأخذت الحكومة البريطانية علما، الاثنين، بـ "الرأي الحاسم" الذي عبر عنه اليونانيون برفضهم خطط الدائنين في استفتاء أمس الأحد، مؤكدة أنها "ستفعل كل ما هو ضروري لحماية" اقتصادها، كما قال متحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
وقال المتحدث "إنها لحظة حرجة في الأزمة الاقتصادية اليونانية. وسنواصل القيام بكل ما هو ضروري لحماية أمننا الاقتصادي في هذه المرحلة الغامضة، وقد وضعنا خططا طارئة"، موضحا أن رئيس الوزراء سيرأس صباح اليوم الاثنين اجتماعا "لمراجعة هذه الخطط على ضوء نتيجة أمس" في الاستفتاء اليوناني.
وقال تشينغ قوبنغ نائب وزير المالية الصيني، اليوم الاثنين، إن الصين واثقة من أن الاقتصاد اليوناني سينهض باجتهاد كل الأطراف، ولكنها لم تقل ما إذا كان رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس قد يحضر اجتماع قمة للقوى الصاعدةفي وقت لاحق في هذا الأسبوع في روسيا. وأضاف تشينغ أنه يعتقد أن أزمة الديون اليونانية "ستُحل بشكل ملائم."
وقال للصحفيين في أول تعليق رسمي للصين على الاستفتاء اليوناني "أعتقد أن اجتهاد كل الأطراف سيُغير الوضع الاقتصادي لليونان"، مشيرا إلى أن "مسألة ما إذا كانت ستُعالج بشكل ملائم أم لا، لن يكون لها تأثير على اليونان وشعبها فحسب، ولكن سيكون لها أيضا تأثير مهم على العالم".
(عن "فرانس 24)