الاثنين 20 مايو 2024
سياسة

محمد بنحمو: حالة التأهب التي أعلنتها السلطات المغربية لها ما يبررها خاصة في ظل غياب إرادة جزائرية من أجل بلورة مقاربة شمولية

 
 
محمد بنحمو: حالة التأهب التي أعلنتها السلطات المغربية لها ما يبررها خاصة في ظل غياب إرادة جزائرية من أجل بلورة مقاربة شمولية

أرجع محمد بن حمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، إعلان السلطات المغربية عن درجة عليا من حالة التأهب واليقظة إلى الاختلالات والعمليات الإرهابية التي ما فتئت تتنامى سواء في تونس أو مصر أو الجنوب المغربي، إضافة إلى عودة القاعدة بالمغرب الإسلامي إلى نشاطها، واستمرار بوكو حرام في هجماتها.

واستطرد بنحمو الذي حل ضيفا على النشرة الإخبارية لقناة "ميدي 1 تيفي" مساء أمس الخميس، كون صار من الصعب الآن تحديد "بروفايل" معين للإرهابيين، مستدلا بالموقوفين مؤخرا والذين ينتمون إلى شرق المغرب وشماله ووسطه وجنوبه، بمعنى هناك حضور من كافة المناطق. ومن جهة أخرى، يقول رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، فإن ما يميز هذه الخلايا هو اعتمادها المكثف على العالم الافتراضي، إن على صعيد السعي لتجنيد المزيد من المقاتلين، أو طرق استخدام الأسلحة والمتفجرات والمواد الكيماوية. وهذا ما يفسر تلك الحرب المعلوماتية الاستباقية التي تنهجها السلطات المغربية، ليس فيما يخص المستوى الميداني فحسب، ولكن على الإنترنيت أيضا، بما أثبتته من نجاعة ومراقبة دقيقة.

وسجل بنحمو بأن ما أسماه العاصفة الإرهابية التي تجتاح مجموع دول المنطقة، وما يمثله المغرب بها من استثناء، تجعل الأخير مستهدفا بشكل أكبر. خاصة وأنه يلاحظ نقص فادح في عمليات التنسيق والتعاون، وأن بعض القوات الدفاعية ليست لها القدرات الكافية في الظرفية الراهنة لكي تواجه بمفردها تلك التهديدات التي صارت جماعية. كل هذا، يخلص المتحدث، أفرز غياب استراتيجية إقليمية لبلورة رد جماعي. يضاف إلى ذلك، غياب حدود مفتوحة بين المغرب والجزائر، وإرادة حقيقية للجارة الشرقية في أن تكون مقاربة شمولية ومنفتحة على كافة الأطراف. ولعل مما يزيد الموقف صعوبة، يلفت بنحمو، هو الوضع الذي تعرفه هذه الدولة داخليا، بدليل ما أعلنته رسميا من قتل سلطاتها الأمنية لـ 60 إرهابي هذه السنة، و160 آخرين السنة الماضية.

وفي هذا السياق، يقر محمد بنحو بأن المسألة الأمنية اليوم لم تعد مهمة السلطات فقط، وإنما تعني الجميع. داعيا المواطن المغربي إلى الانخراط في هذه المواجهة بشكل جدي وواع من منطلق أن الموضوع يخص الوطن والمواطنين والمجتمع، والأكثر هو أن المعطيات المتوفرة لا تبشر بالخير وتنبئ باستمرار هذا التهديد وحالة اللاستقرار.