الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

العالية ماء العينين: باب في التفكير "التكفيري" الحداثي..

العالية ماء العينين: باب في التفكير "التكفيري" الحداثي..

كثر الحديث في المدة الأخيرة، وخصوصا في شهر رمضان، عن ما يعتبره البعض مظاهرا لـ "النفاق الديني" التي تجتاح المجتمع المغربي والتدليل على ذلك باتساع أو انتشار بعض المظاهر والسلوكات المرتبطة بالجانب الديني كارتياد المساجد مثلا.. واعتبار ذلك مجرد شكليات أو نفاق اجتماعي كما أسلفت..

وأقف هنا لتحليل هذه الصورة.. تصوروا معي لو أن شخصا بخلفية "دينية" سياسية أو جمعوية (وحبدا لو كان ملتحيا ويلبس "فوقية" قصيرة ويلوك عود السواك)... وقف وأصدر مثل هذا الحكم على جماعات من الناس، واعتبر أن ما يقومون به لا أساس ديني له، وأن إيمانهم أو دينهم ناقص. ماذا سيحدث؟

بالتأكيد ستتعالى الأصوات المنددة بهؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم جنود الله على الأرض ويحكمون باسمه على درجات عمق وصحة تطبيق دينه تعالى. وسيتم مواجهة هؤلاء "التكفيريين الداعشيين" الذين يسمحون لأنفسهم بالحكم على الناس وعلى نواياهم وعلى دينهم...

طيب والحالة هذه كيف لهؤلاء "الحداثيين" المؤمنين بالحرية الشخصية والخصوصية المغربية وبإيمان وإسلام التسامح الذي عرفوه عند "الآباء والأمهات والجدات" أن يسمحوا لأنفسهم بهذا التفكير/ التكفير، الذي يزعمون أنهم يحاربونه؟

ما المستفز في أن يكون لرمضان خصوصية دينية واجتماعية يحب الناس ممارستها؟ هل أصبحتم فجأة من "حماة الدين" وتريدون الاطمئنان أنه يطبق في كل الأشهر والمواسم؟

ما الضير في أن يشعر شخص لا يصلي عادة، بالرغبة في الصلاة في رمضان؟

ما المزعج في أن يمتلئ مسجد الحسن الثاني عن آخره بمواطنين قادمين من مختلف المدن لإقامة التراويح هناك؟

لماذا تستنكرون على البعض استنكارهم للاحتفال ببعض الأعياد والمناسبات كرأس السنة الميلادية؟ وتستكثرون على أمة كاملة فرحتها بشهر يتيم داخل السنة؟

أتمنى أن تختلوا بأنفسكم قليلا وتسائلونها بكل صدق.... لأنكم للأسف ترتقون المراتب تلو المراتب في الداعشية..