تظل الأسئلة المرتبطة بدلالات شهر رمضان الروحية الدينية قائمة كلما هل هلاله.. لكن استحضار النصوص والأسانيد والطقوس الخاصة بإحياء فريضة الصيام، وما يضفيه كل ذلك من طابع الطهرانية والعفة والوقار بالتزاحم في المساجد وارتداء الأزياء التقليدية بالمناسبة و"التسلح" بالسجادات والتسابيح وغيرها من المظاهر، يظل كل ذلك لا يكفي للتعبير عن حسن أداء الصيام. بل إن قياس الأثر الذي يحدثه رمضان، يكون في تقييم سلوك الفرد خلال هذا الشهر، حيث يلاحظ للأسف عند الكثير من "ألصائمين" نزوعهم نحو تصرفات تخدش الصورة النقية العفيفة والتربوية لرمضان، بدءا بالتقاعس عن العمل والانفعالات المجانية وما يصاحبها من منكر وخطايا.. ما يجعلنا بعيدين عن المضمون الروحي العميق لرسالة هذا الركن من أركان الإسلام، وأمام حالة من حالات انفصام الشخصية أو سكيزوفرينيا مجتمعية تحتاج للتحليل والمعالجة.
في هذا الإطار يساهم أيوب السليماني، واعظ وخطيب الجمعة، ومدرب مستشار عضو بأكاديمية "سفراء التنمية" التي تعتمد مشروعا تدريبيا تطوعيا متخصصا في التخطيط والتطوير القيادي العالمي، بهذه الورقة التي أعدها حصريا لـ "أنفاس بريس"، تحت عنوان "خطوات عملية لاستثمار أفضل لرمضان".
"إليكم خطوات عملية تعينكم، بعد عون الله، في استثمار رمضان بشكل أفضل، ومن تم تحقيق قول الله عز وجل: "لعلكم تتقون":
- أولا، ينصح أن تبحث في فضل رمضان.. تحرص في هذه الخطوة على معرفة وفهم الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب، وهذه الخطوة تفيدك في رفع قيمة هذا الشهر عندك.
- ثانيا.. تسأل نفسك ما هي فوائد العبادة وتحقيق التقوى في هذا الشهر على المستوى الروحي والشخصي والصحي والمادي واﻷسري؟ بمعنى أن تطرح على نفسك سؤالا: ماذا سأربح إن حققت التقوى في الدنيا والآخرة (صلاح حال، وسعة رزق وتفريج هم....).
- ثالثا.. لابد من تخلية القلب بتوبة نصوح تراجع فيها تصرفاتك وسلوكاتك مع ربك ونفسك والناس، وتستغفر وتتوب من تقصيرك.
- رابعا.. حدد الجوانب التي ستشتغل عليها في هذا الشهر.
الجانب الروحي:
ضع أهدافك في هذا الجانب واحرص أن تكون محددة وقابلة للقياس وواقعية، مثال:
- أختم تلاوة القران الكريم مرتين في رمضان.
- أتصدق بـ 5 دراهم كل يوم على اﻷقل في رمضان.
وهكذا في الذكر والدعاء والقيام لابد من وضع أهداف واضحة ومحددة ﻷن وضوح اﻷهداف يقوي اﻹرادة ويرفع الحافز.
الجانب الصحي:
- تضع أهداف في ممارسة الرياضة وإنقاص الوزن والحمية، مثال:
- أن أنقص 5 كلغ من وزني في رمضان.
الجانب اﻷسري:
ينصح في هذا الجانب بوضع أهداف مشتركة مع أفراد الأسرة، مثال:
- زيارة اﻷهل والأحباب مرتين كل أسبوع في رمضان.
- إعداد اﻹفطار بشكل جماعي مرة أو مرتين كل أسبوع في رمضان، وهكذا.
الجانب الاجتماعي:
ويحرص في هذا الجانب على العمل الخيري، مثال:
أن أساهم في إفطار 20 أو أكثر أو أقل من اﻷيتام أو الفقراء في رمضان.
- خامسا: تجربة عملية ينصح بها.. أن تكتب مجموعة من الرغبات والأمنيات تريد تحقيقها (قضاء دين، إيجاد عمل، شفاء، زواج، ذرية، صلاح حال....)، ثم تركز عليها بالدعاء والإلحاح عليها في السجود والقيام وأوقات الإجابة داخل هذا الشهر الفضيل.
