احتج، يوم أمس السبت، العشرات من المواطنين أمام منزل المسمى لحسن البوداني، وهو الشاذ جنسيا، الذي اشترك، الأربعاء الماضي، في إحدى أمقت الفضائح الأخلاقية مع أحد المثليين، بباحة مسجد حسان في مدينة الرباط. حيث ضبطا وهما يقبلان بعضهما البعض بشكل أقل ما يمكن أن يقال عنه كونه مستفز لكل من يجري في عروقه دم النخوة والعزة العربية الإسلامية، قبل الحديث عن الكرامة المغربية.
وكإجراء طبيعي، تم توقيف هذين المختلين جينيا من قبل السلطات الأمنية، بناء على ما ينص عليه القانون الجانئي المغربي الحالي، والذي يدين أي عمل شاذ مع شخص من الجنس نفسه، بعقوبة تصل إلى ثلاث سنوات سجنا نافذا.
هذا، وبعث المستنكرون رسائل متعدد بعبارات مختلفة، وإن كانت تجتمع حول خطاب الاستهجان مما قام به البوداني ورفيقه، على أساس أنه سلوك لا علاقة له، بل ويضرب في العمق ما ينبني عليه تاريخ المغرب من ثوابت القيم والأخلاق المستمدة من دينه الإسلامي. هذا الأخير، تقول الأصوات المحتجة، لا يقبل أولا وأخيرا أن يكون في بلد إلى جانب أناس من هذه الطينة غير السوية، فبالأحرى أن تتجرأ بعض حثالتها على الدفاع وبتهور مرضي عن سلوكاتها، في محاولة فرضها بأي شكل من الأشكال.
واستشاطت هذه الأصوات الغاضبة أكثر،كما علقت، من اختيار مكان باحة المسجد موقعا لذلك الجرم، بما يمثله من رمزية لدى المغاربة، وكأن الأمر لا يعنيهم أو لا اعتبار لمشاعرهم كمسلمين خلفا عن سلف. في حين أن ظواهر الإيحاءات وبواطنها لا تختلف في مسألة اعتبار نظير تلك الانزلاقات ضمن الأعمال المخلة بالآداب، ويناقض الأسس الدينية والاجتماعية التي يعتز بها هذا الشعب من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، مما لا يستدعي معه الاستغراب عند اليقين باستعداده الدائم للدفاع عنها بكل ما يستقيم مع آليات الدود القادرة على نبذ الشوائب، ومحاربة الظواهر الدخيلة بصرف النظر عن تلقائيتها أو تحريكها من طرف أجندات لجهات معادية.
وكان من الشعارات التي رفعها المحتجون، وجابوا بها مختلف الأزقة تلك التي تقول "صامدون صامدون للمثليين رافضون"، و"هذا هو المغرب واحنا ناسو والشاذ يجمع راسو"، و"نطالب بأقصى العقوبات على ممارسي الشذوذ الجنسي"، بالإضافة إلى "هذا عار هذا عار قيمنا وإسلامنا في خطر"، و"صامدون صامدون على الإسلام غيورون"، ثم "لن نسمح بتدنيس أماكننا المقدسة".
وفي موضوع ذي صلة، كانت سافلتين فرنسيتين قد قامتا، قبل يوم واحد من اعتقال هذين المثليين، بفعل مشابه وبالمكان نفسه، أي بالضريح الذي يرقد فيه أميرا المؤمنين الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، حينما تجرأتا وبكل دناءة على كشف صدورهن الرخيصة والاستغراق في قبلة ساخنة، بدعوى المطالبة بتمكين الشواذ جنسيا مما تعتبرانه حقوق الإنسان في المغرب.
وكما تستعجل الشياطين هجر مجالس الذكر الأمين، فعلت الظنينتان بالإسراع إلى المطار الدولي الرباط سلا، للعودة إلى وطنهما، لكن وجدتا أمام وجههما أوامر أمنية بالإحالة على التحقيق تحت طائلة التهم السالفة الذكر. ليتم على التو إصدار قرار الطرد في حقهما مع عدم السماح بأن تطأ أقدامهما هذه الرقعة الطاهرة مرة ثانية كأخف إجراء يقيها تدنيسا آخر ومن أي نوع، وإن كان مَهما اعتُقدت قوته فإنها تظل أضعف من أن تزحزح قناعة أو تزعزع عقيدة.