الاثنين 16 سبتمبر 2024
مجتمع

حرائق تفسد فرحة الفلاحين بمحاصيل استثنائية بسطات

حرائق تفسد فرحة الفلاحين بمحاصيل استثنائية بسطات

هي في المخيلة الشعبية "تقواس وعين شريرة"، ولكن هي في الواقع ترجع، قبل القضاء والقدر، إلى عدم اتخاذ الأسباب، عملا بالحديث الشريف "اعقلها وتوكل على الله"... هكذا تأتي عوامل طبيعية وبشرية لـ "تحصد" آمال العديد من الفلاحين في حرائق ساهمت فيها الحرارة والوضعية المتدهورة لبعض آلات الحصاد في إتلاف العشرات من هكتارات المحاصيل و"الصابا" عبر مناطق مختلفة بالشاوية، وإقليم سطات تحديدا. وينضاف إلى عوامل فاجعة الحرائق الشبيهة بالفيضانات، جوانب تنظيمية تتعلق بقلة الحذر والضعف اللوجستيكي لوسائل التدخل لإطفاء النار ما يطرح أكثر من تساؤل حول دور وجدوى اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع، التي تم إحداثها في دجنبر من السنة الماضية، وماذا اتخذت من تدابير لمواجهة أخطار الحرائق، خاصة في النقط الحساسة بالحقول المجاورة للطرق والسكة الحديدية.

فحسب مصادر متطابقة، فقد اشتعلت النيران في الأيام الأخيرة في ما يقارب 108 هكتار، تهم محاصيل القمح والشعير وأكوام من  التبن، بعدة جماعات قروية  بالإقليم.

وقد تدخلت عناصر الوقاية المدنية بالقيادة الإقليمية بسطات، يوم الأربعاء الماضي، لإخماد ألسنة اللهب التي كانت قد انتشرت بأحد الحقول الفلاحية بدوار لحمادات الحوض بجماعة كيسر التابعة لدائرة سطات، وذلك بسبب شرارة تماس كهربائي بآلة الحصاد، وأدت سرعة انتشارها بسبب هبوب رياح الشركي، لتأتي على ما يزيد عن 22 هكتارا من الشعير، رغم  مقاومة العمال والساكنة المجاورة للحقول المشتعلة التي عملت ما في وسعها على تطويق النيران حتى لا ينتقل لهيبها إلى الحقول الأخرى، قبل حلول فرقة الوقاية المدنية من سطات، والتي سيطرت على ألسنة النيران بعد ساعتين من مكافحتها، وفتحت عناصر الدرك الملكي التابعة لمركز كيسر، تحت إشراف النيابة العامة بابتدائية سطات، تحقيقا في الحادث.

وفي نفس السياق اندلعت، الثلاثاء الماضي حرائق مشابهة بجماعات سيدي حجاج وامنيع وامريزيك التابعة لدائرة ابن أحمد، أتت على ما يقارب 66 هكتارا من المحاصيل الزراعية، تدخلت على إثرها فرق الوقاية المدنية بكل من مدينة ابن أحمد وخريبكة والبروج وممثلي السلطات المحلية والدرك الملكي والمياه والغابات في الجماعات الثلاث لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة... كما شهدت الحقول المحادية للطريق الوطنية رقم 9، حريقا التهم حوالي 20 هكتار من الشعير بالقرب من عين الزموري بمنطقة الثوالث التابعة لدائرة سطات. وقد انتقل إلى مكان الأحداث ممثلو السلطات المحلية والعناصر الأمنية بكل من سطات ومنطقة أولاد بوزيري ودرك مشرع بن عبو، حيث فتح تحقيق في هذا الشأن.

توالي الحرائق هذه الأيام بإقليم سطات تستدعي مقاربة استباقية تتوخى المراقبة والوقاية قبل العلاج الذي أثبتت الوقائع محدودية وسائله وتأخرا في تدخلاته، التي غالبا ما تحضر في الوقت الميت الذي يكون فيه "اللي عطا الله عطاه".