السبت 11 مايو 2024
سياسة

دفن أرملة عبد السلام ياسين: إكرام الميت دفنه أم استغلاله في التجاذبات السياسية؟

دفن أرملة عبد السلام ياسين: إكرام الميت دفنه أم استغلاله في التجاذبات السياسية؟

كانت حادثة دفن خديجة المالكي، أرملة عبد السلام  ياسين، يوم الخميس الماضي، موضوع توتر كبير بين السلطات العمومية والإسلاميين، خاصة جماعة  العدل والإحسان. لقد انفجر التوتر حين قررت العائلة والجماعة أن تدفن الفقيدة  بطريقة اعتبرتها السلطات "مخالفة لإجماع الأمة حول تكريم الميت المراد دفنه من خلال تقبيله القبلة"، وهو الأمر الذي عارضته السلطات. وهذا ما لم يرق الجماعة التي جعلت الأمر معركة نزال لإحراج السلطة متهمة إياها بالتعسف والتسلط.

هكذا تحول الحال من مقام حزن وأسف على الفقدان، إلى مقام تجاذب بهدف الاستثمار السياسي والديني. ولم يعد المهم أن يكرم الفقيد بنقله إلى متواه الأخير في شروط العزة والكرامة، لكنه صار منطقة أخذ ورد حول من ينتصر في حلبة الصراع.

وهذا الأمر يطرح أكثر من سؤال على مغرب اليوم، وعلى نوع تجاذباته، وعلى مدى شرعية هذه التجاذبات في سياق وطني زاخر بالرهانات  والتساؤلات.

من هنا يحق للمتتبع أن يتساءل حول ما إذا كانت انشغالات المواطن والوطن قد تقلصت إلى هذه الحدود الدنيا، تماما كما لو فرغ  الناس من انكساراتهم الحقيقية المتعلقة بمشاكل النمو، وبتدهور القدرة الشرائية، وباستفحال الهدر المدرسي وبطالة الخريجين، وبمكافحة الهشاشة في السياسة والاقتصاد والمجتمع، وبمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، خاصة مع تنامي تيار "دعشنة" العالم.

إن جسامة هذه الانشغالات والتحديات لتجعل للمتتبع لا يملك إلا أن يدين هذه الملهاة التراجيدية كما تلعبها بعض النخب. فكيف لنا أن نواجه غدا عزوف المواطنين عن السياسة؟ وهل بمثل هذا السلوك يمكن أن نقنع الناس بجدوى الفكر والسياسة؟