الاثنين 25 نوفمبر 2024
فن وثقافة

أشرف عليه الشاعر طه عدنان: "بروكسيل المغربية" أو أثر سري لمدينة داخل أدب مغربي

أشرف عليه الشاعر طه عدنان: "بروكسيل المغربية" أو أثر سري لمدينة داخل أدب مغربي

صدر عن منشورات «الفنك» بالدار البيضاء، وبدعم من وزارة الثقافة ومجلس الجالية المغربية المقيمة في الخارج، كتاب جماعي باللغة الفرنسية تحت عنوان «بروكسيل المغربية». الكتاب الذي أشرف عليه وقدّم له الشاعر المغربي المقيم في بروكسيل طه عدنان يقترح جولة أدبية مغربية في العاصمة البلجيكية. جولة انطلقت عام 1876، كما جاء في تقديم الكتاب. «ففي عهد الملك البلجيكي ليوبولد الثاني، حلّ في المدينة أول وفد مغربي أرسله السلطان الحسن الأول في سفارة متنقلة إلى كل من فرنسا وبلجيكا وإنكلترا وإيطاليا برئاسة الحاج محمد الزبيدي. وقد دوّن إدريس الجعيدي السلوي تفاصيل هذه الرّحلة في مؤلّف (حقّقه وقدّم له عزّالمغرب معنينو) فيه رصدٌ لمشاهداتهم في بروكسيل وزياراتهم لبعض معالمها ووصفٌ لمنشآتها وتجوالٌ في منتزهاتها وغاباتها مثل غابة "لاكامبر" التي أدّوا فيها صلاة العصر على مرأى من الأشهاد تحت استغراب أهل المدينة الذين لم يروا مثل هذا في بلادهم من قبل. وربما كان ذلك أولّ أثرٍ مدوَّن لعبورٍ مغربيٍّ لبروكسيل».

وتتواصل النصوص الشعرية منها والنثرية لأدباء مغاربة معاصرين من مختلف مسارات الأدب ولغات الكتابة على امتداد 248 صفحة. أدباء استكتب عدنان بعضهم وانتقى نصوص بعض آخر، كما يقول في التقديم. «كتّابٌ فيهم العابر والمقيم. منهم المهاجر والذي أزهَرَتْهُ الهجرة في بستان الأدب. يقترحون علينا كلٌّ من موقعه وبأسلوبه الخاص خرائط ذاتية، شخصية، حميمة للمدينة.

لكنّ الكتاب ليس دليلاً سياحياً مع ذلك. فالدلائل السياحية تملأ الرحب من مختلف اللغات. إنه مجرّد سبّابة راعشة تشير إلى الأثر السرّي للمدينة داخل أدب مغربي عابر للجغرافيات. إنها ترجمةٌ لرغبة شخصية جامحة في إنجاز كتاب يكون أثرًا جماعيًا منذورًا للمدينة».

هذا الأثر الجماعي ساهم في صوغه لفيفٌ من الكتّاب المغاربة من أمثال محمد برادة وعبد اللطيف اللعبي ومحمد بنيس وعبد الله زريقة وفؤاد العروي وعبد القادر بنعلي وعبد الله الطايع ومحمد حمودان وسميرة العياشي وياسين عدنان...

كتّابٌ من آفاق وأجيال وحساسيات متنوّعة يُعيد كلٌّ منهم صياغة بروكسيل بلغته وأسلوبه وفق رؤيته الشخصية للمدينة وعلاقته الخاصة بها. مقارباتٌ ذاتية تعيد تشكيل العاصمة الأوروبية منذ الغلاف الذي صمّمته الفنانة البلجيكية من أصل مغربي والمقيمة ببروكسيل جميلة البدوي. مبدعون مغاربة «يتوغّلون في المدينة مستكشفين عتماتها المضيئة بوضوح الرّائين. مدجّجين باستعاراتهم وخيالاتهم. أسبغوا عليها من مغربيتهم حتى لكأنّها طنجة في بياضها وفاس في صفرتها ومراكش في حمرتها. وهو ما لا يستغربه المتجوّل داخل المدينة بعد خمسين عاماً من الحضور المغربي في هذه البلاد الواطئة. إنها شمس الأدب المغربي تطلع على بروكسيل بلغاتٍ وألوان شتّى.