توصلت مجلة كتاب الإنترنت المغاربة برد من الأستاذ عبد الرحيم العلام رئيس إتحاد كتاب المغرب في شأن الزوبعة الأخيرة التي أثارها مجموعة من الأعضاء أطلقوا على نفسهم إسم ب(القادمون) ويتعلق الأمر بانسحاب 15 عضوا من منظمة الاتحاد وهذا نص كلمة عبد الرحيم العلام كما توصلت به مجلة كتاب الإنترنت المغاربة:
"شخصيا، تلقيت باستغراب إعلان بعض الأعضاء "انسحابهم" من اتحاد كتاب المغرب. لست أدري لماذا اختاروا هذا الوقت بالذات، لتجديد إعلان انسحابهم، حتى لا أقول انسحابهم، هم الذين يبدو أن بعضهم قد انسحبوا من الاتحاد منذ زمان، ولم تعد تربطهم به أية صلة، لا حضور مؤتمراته ولا المشاركة في أنشطته، ولا غيرها، إلا بعد أن أصابتهم الصحوة فجأة، فتذكروا أنهم ينتمون إلى منظمة عتيدة، تتجدد بأعضائها وبشبابها، وتتوهج بحضورها، وبإشعاعها الوطني والخارجي...
لا يسعني سوى أن أحترم شخصيا رغبة هؤلاء الأعضاء، فلربما أحس بعضهم بأن انتماءه إلى الاتحاد لم يعد يشرفه، إذ يوجد من بينهم من لم يكتب، في حياته، ولا مقالا واحدا في الثقافة ولا أصدر كتابا حتى، فكيف يصمد أمام اتحاد يغتني بتراكم أعضائه وبحضورهم المشرف... فقط أنا لم أفهم، معنى الانسحاب... فالقانون الأساسي للاتحاد ينص على الاستقالة، لكن ربما هي مسافة اللا انتماء التي لم تعد تسمح للبعض بأن يواكب اليوم تجدد الاتحاد، وتغير العالم...
شيء مؤسف حقيقة، لكن النضالات الحقيقية تتم من داخل الاتحاد وفي مؤتمراته، وليس بالبهتان والافتراء والكذب والجحود والوصاية، من لدن أشخاص يعرفون بالاصطياد في الماء العكر، وبتغيير بوصلة أخلاقهم حسب المنافع... فكيف يعقل أن يتغزل زعيمهم - في موقع هسبريس - في السيد وزير الثقافة، عدوه بالأمس، ربما بحثا منه عن موطئ قدم أو طلبا متأخرا لود وهمي، وأن يزعم، أيضا، بأنه لم تعد تربطه بالاتحاد أية صلة، منذ الولاية الثانية للشاعر محمد الأشعري، فبأي حق يجدد انسحابه اليوم من الاتحاد، هو الذي غادره حسب زعمه منذ ولاية الأستاذ الأشعري، وقد مرت على ذلك فترات متعاقبة، مع الرؤساء: عبد الرفيع جواهري وحسن نجمي وعبد الحميد عقار وعبد الرحيم العلام... أليس هذا في حد ذاته شيزوفرينيا، أهذا هو المثقف العضوي الذي يدافع اليوم عن القيم والنزاهة؟؟... في حين أن هذا الزعيم المفترض معروف بكونه شارك في المؤتمر الأخير للاتحاد، الذي شكل إعلانا للربيع الثقافي المغربي، كما شارك، بعد ذلك، في الاجتماعين التحضيريين للمناظرة الوطنية حول الثقافة المغربية، بالرباط وإفران، وسافر بمعيتنا إلى العيون لحضور تلك اللحظة التاريخية للاتحاد، بل وساهم، مشكورا، في صياغة "نداء الصحراء"، الذي أطلقه الاتحاد من هناك، كما نظم، هو نفسه، مع اتحادنا "ندوة حول القصة القصيرة" بالمحمدية، وقدم لنا كتابا لننشره ضمن منشورات الاتحاد، وتم تكريمه، أخيرا، من قبل فرعي اتحاد كتاب المغرب بمدينتي القصر الكبير والمحمدية، وتم اقتراحه، بموافقته، لتمثيل الاتحاد في فعاليات جرش الشعري، بل "وطار من شدة الفرح ولم يتوقف عن الشكر والامتنان"... و.. و.. فعلى من يفتري هذا الزعيم، على ضميره أم على الرأي الخاص المحيط به... ألا يستحيي من "جلال" لحيته ...
إن الثقافة أخلاق أولا؟ أما قافلة الاتحاد فستظل سائرة، ولا يقذف بالحجر إلا الشجر المثمر، وأن نكون الأوائل معناه أن نكون مرفوضين، كما قال نيتشه... أما اتحاد كتاب المغرب، فسيظل كبيرا برواده ورموزه وأعضائه وإنجازاته وحضوره المتجدد، وماضيا نحو أفقه الرحب...
إن الاتحاد حتى في أحلك ظروفه، كان دائما يعرف كيف يدبر شؤونه ويحتوي اختلافاته، أما سياسة الكرسي الفارغ، فلم تكن أبدا من شيم الكتاب الحقيقيين الذين كانوا يجهرون داخل هياكل الاتحاد بآرائهم وانتقاداتهم واقتراحاتهم، ولم تعرف طريقها قط إلى تاريخ الاتحاد، منذ تأسيسه إلى اليوم... كما أن الاتحاد كان دائما يتقبل النقد البناء... وبهذه الخصال، وغيرها، بقي الاتحاد كيانا موحدا للكتاب، كما سيظل خيمة تسع رؤاهم وأحلامهم ومواقفهم"...
فن وثقافة