الأحد 24 نوفمبر 2024
فن وثقافة

الفنانة "خولة بنزيان" التي شرفت المغرب في مهرجان أندلسيات البليدة بالجزائر ( مع فيديو)

الفنانة "خولة بنزيان" التي شرفت المغرب في مهرجان أندلسيات البليدة بالجزائر ( مع فيديو)

هم كثر أولئك الذين يعتبرون مدينة وجدة عاصمة للطرب الغرناطي ، ويجدون سندهم في ذلك إلى عراقة هذا الفن وتأصله في مدينة الألفية التي يحرص عدد كبير من فنانيها وفناناتها على الحفاظ والإهتمام بهذا النوع من الطرب وإيلائه المكانة الخاصة التي تليق به. فأما الحمولة الثقافية التي يختزلها الطرب الغرناطي فتبقى شاهدة ومؤرخة للتلاقح الحضاري والفني الذي كان وما زال يجمع بين المغرب ، الجزائر وتونس كتعبير عن الامتداد الثقافي الذي انبثقت عنه ابداعات ستظل خالدة وتحتفظ بها الذاكرة الجماعية لهاته البلدان المغاربية.

 

 

ودائما وبغية تحقيق الاشعاع الفني للطرب الغرناطي على المستوي المغاربي نظمت فعاليات النسخة الثانية لمهرجان اندلسيات البليدة بالجزائر نهاية شهر نونبر الماضي والتي اشرفت على تنظيمها جمعية " نجمة الثقافية "، ولعل ما ميز هذه التظاهرة هي مشاركة الفنانة المتألقة خولة بنزيان رئيسة جمعية "وجدة الالفية للثقافة والتنمية" التي حضرت كضيفة شرف مثلت المغرب أحسن تمثيل في هذا الملتقى الفني. هذا وقد تضمنت فقرات سهرة عطر المساء مشاركة ثلة من الفنانين المرموقين في فن الطرب الاندلسي وعلى رأسهم الفنان الكبير عبد القادر شعو الفنانة القديرة نعيمة دزايرية. لتختم فعاليات هذا المهرجان بإبرام اتفاقية شراكة ثقافية بين جمعية "وجدة الألفية للثقافة والتنمية" وجمعية "نجمة الثقافية" ومن بين أهم أهداف هذه الشراكة تطوير آليات التعاون الفني وترسيخ ثقافة الاحتفاء بالمشترك الثقافي عبر تنظيم ملتقيات ومهرجانات مغاربية للطرب الاندلسي بكل من المغرب والجزائر من أجل تبادل التجارب والحفاظ على الامتزاج والتلاقح الحضاري بين البلدين. وعقب هذه المشاركة الفنية ، مؤخرا، في مهرجان أندلسيات البليدة بالجزائر عبرت الفنانة خولة بنزيان على أن الفن يحقق التجسير والتواصل بين الشعوب و يمكن من خلاله بعث رسائل انسانية نبيلة عابرة للحدود والمسافات. وإجمالا فإذا كان الطرب الغرناطي يخاطب الوجدان والحس الراقي ويسافر بمحبيه الى عوالم فنية عميقة في التاريخ ، فإن صدور الاغنية الجديدة للفنانة خولة تحت عنوان " آش الداني نوالفو " يعبر عن مدى نجاح هذه الفنانة في المزج بين الطرب الغرناطي والموسيقى العصرية وذلك في قالب فني جميل يعد مساهمة في اثراء الاغنية المغربية ومحاولة قيمة تندرج في ترويج المنتوج الفني على المستوى المغاربي والعربي والطموح الى الرقي به مستقبلا الى العالمية. فالفن اذا ما امتزج بالطموح واقترن بالإرادة الاكيدة فلا محال ان تبدع الاعمال الفنية وتنسل الى الفؤاد وتسافر بالمرء في جولات عبر التاريخ ليتحقق بها السمو في المشاعر.

رابط الفيديو من هنا