أعمار الشيخ منطقة لگلات بإقليم أوسرد هي أكثر من مجرد مكان في الصحراء، فقبل أن ترمز إلى أحد أماكن تيرس الخلابة، فهي رمزا لمعارك وملاحم بطولية خاضتها قبائل الصحراء إلى جانب العرش العلوي لنيل الحرية والاستقلال والانعتاق من الاحتلال والاستعمار.
لگلات حيث ترقد جثامين ثلاثة شهداء: محمد سالم ولد ابهاية، الشيخ ولد أحمد الميشان، والشهيد محمد السالك ولد محمد إسماعيل، الشهداء البررة الذين سالت دماؤهم على أرضهم الطاهرة دفاعا عن وحدة المغرب من طنجة إلى الگويرة وضد التوغل الاستعماري. كان تدشين جهة الداخلة للمركب السوسيو ثقافي لكلات - بإقليم أوسرد والذي صادف تخليد الذكرى 68 لعيد الاستقلال المجيد "18 نوفمبر 2023".
وإعطاء انطلاقة النسخة الأولى من ملتقى لگلات السنوي تحت شعار “معركة لگلات بين التاريخ والذاكرة” بشراكة مع نيابة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالجهة.
ساد الاعتقاد لدى الرأي العام المحلي أن المبادرة هي إيذان بانطلاقة مشروع مدروس متكامل ترمي إلى استحضار ملحمة كفاح قبائل الصحراء المغربية إلى جانب العرش العلوي المجيد، كما ترمي إلى تثمين الموروث التاريخي الوطني وترسيخ روح الوطنية لدى الأجيال الصاعدة.
كان المفترض في المركز السوسيو ثقافي لگلات أن يتحول إلى فضاء لذاكرة المقاومة التاريخية بعموم البلاد وبالصحراء المغربية، ومعرضا للصور والمخطوطات والوثائق التاريخية القديمة التي تعود إلى تاريخ المقاومة ضد المستعمر الإسباني والفرنسي بالصحراء المغربية.
والتعريف بأطوار معركة لگلات وخلفيتها التاريخية بتسجيلات وثائقية للمشاركين الأحياء، أطال الله في عمرهم، وعن عدد المشاركين فيها والتعريف بشهدائها، وبالجرحى "المرحومين أحمد بابا ولد الطالب عمر وإبراهيم ولد أحمد زين".
يظل المركب السوسيو ثقافي لگلات شبه مهمل طوال السنة، اللهم ما تقوم به "جمعية شهداء معركة لگلات" من مجهودات لصيانة المركب وحمايته من أعمال التخريب والإتلاف، فلا نشاط به سوى لأسابيع فقط مع حلول ذكرى عيد الاستقلال المجيد.
نسخة هذه السنة "الثالثة" كشفت وجسدت صدق نوايا القائمين على الجهة وأهدافهم في تسخير المال العام للدعاية الانتخابية الذي وصل إلى الذاكرة التاريخية والمعارك البطولية للمقاومة وجيش التحرير بالصحراء المغربية.
فبدل إعطاء جمعية شهداء معركة لگلات في إطار دعم الجمعيات ومنها ما تصل استفادته إلى 500 مليون سنتيم التي تسهر منذ عقود على الموقع بإمكانيات خاصة، وذلك لصيانة المركز والسهر على تنظيم أنشطة دائمة به ودعم هذه الأنشطة ماديا ولوجستيا وبشريا.
يصبح المركب فضاء لذاكرة المقاومة التاريخية بعموم البلاد وبالصحراء المغربية وبداية لمشاريع مماثلة لمعارك تاريخية أخرى كالعرگوب، واد الشياف، لعشارية... يلجهم الزوار والباحثون، أي فضاءات حقيقية ترمز إلى الارتباط الوثيق بين العرش العلوي المجيد وسكان الصحراء المغربية.
جهة الداخلة، وفي خطوة ارتجالية، تقوم بإنجاز صفقة من ميزانيتها بلغت 238 مليون سنتيم و2000 درهم، شملت الإطعام والنقل والتنشيط الفني والثقافي...!
أعمار الشيخ/ برلماني سابق عن دائرة الداخلة
