أصبحنا نتوفر في المملكة المغربية على بنية تحتية عالية الجودة، من قبيل الطرق السيارة والمطارات والموانئ والمناطق الصناعية الاستثنائية، والمنشآت السياحية والمركبات الرياضية المطابقة للمعايير الدولية، لكننا مازلنا بعيدين كل البعد عن السلوك المدني المطلوب القائم على مستلزمات التسامح والأخوة والاحترام المتبادل، والتصرف الحضاري الراقي في محيطنا العام.
مثال ذلك المخالفات المشينة التي صاحبت ليلة تدشين الملعب الرياضي الأسطوري مولاي عبد الله، حيث شهد إجراء مقابلة هامة جمعت المنتخب الوطني ونظيره النيجيري يوم الجمعة 5 شتنبر 2025، انتهت بفوز المغرب نتيجة وأداء وتأهله لكأس العالم القادمة (2026)، لكن للأسف وقعت أحداث لا تليق بهذا العرض الرياضي الوازن، كنا نعتقد أنها أضحت من الماضي، من قبيل سوء تدبير عملية بيع تذاكر الدخول للملعب، التي قيل إنها "بيعت عن آخرها" في وقت قياسي، لنتفاجأ بعدد كبير من المقاعد الفارغة! وترك أفراد من "الجمهور الرياضي" مخلفات الأكل بشكل بدائي في المدرجات، واجتياح أرضية الملعب، وعدم احترام النشيد الوطني للمنتخب المنافس..
مهما أنجزنا من مرافق حيوية وبنينا من مؤسسات فنية ورياضية وتجارية وصناعية.. لا يمكن أن نخطو خطوة واحدة نحو التنمية الإنسانية الهيكلية، التي تتجسد في بلورة المتطلبات المادية والمعنوية للفرد والمجتمع دون عناية مفصلية بقطاع التربية والتعليم، وما أدراك ما التعليم.