Tuesday 26 August 2025
مجتمع

نداء جمعية المواهب لبناء استراتيجية وطنية مندمجة لفضاء التخييم بالمغرب

 
 
نداء جمعية المواهب لبناء استراتيجية وطنية مندمجة لفضاء التخييم بالمغرب جمعية المواهب تدعو لإستراتيجية وطنية شاملة للنهوض بقطاع التخييم خلال ملتقى الحوزية
في ختام فعاليات الملتقى الوطني لطفولة المواهب، الذي احتضنه المركز الوطني للتخييم بالحوزية خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 20 غشت 2025، أطلقت جمعية المواهب للتربية الاجتماعية "نداء الأمل"، دعوة وطنية ملحة من أجل بلورة استراتيجية مندمجة وشاملة للنهوض بقطاع التخييم في المغرب، باعتباره رافعة أساسية للتنشئة الاجتماعية والتربية على المواطنة والإبداع.
 
الملتقى، الذي نُظم تحت شعار: "المواهب ستون سنة: تطوع، ترافع، نبض متجدد"، جاء متزامنًا مع احتفال الجمعية بمرور ستة عقود على تأسيسها، في محطة وصفت بالتاريخية، جمعت 900 مشارك ومشاركة يمثلون 42 فرعًا من 10 جهات، في لوحة وطنية وحدوية جسدت عمق الامتداد الجغرافي والثقافي للجمعية، وتراثها التربوي والاجتماعي الغني.
 
وفي بلاغ ختامي صادر عن المكتب التنفيذي للجمعية، عبّرت "المواهب" عن اعتزازها بالمسار النضالي الحافل الذي قاده روادها ومؤسسوها على مدى ستين سنة، في سبيل بناء تجربة تربوية مدنية رائدة، ساهمت في تشكيل ملامح المجتمع المدني المغربي، ورافقت تحولات الطفولة والشباب في البلد.
 
وطالبت الجمعية، عبر "نداء الأمل"، الحكومة المغربية بإعادة الاعتبار لقطاع التخييم، من خلال عدد من الإجراءات ذات الطابع الاستعجالي والاستراتيجي، وعلى رأسها:
 
- إلزام القطاعات الوزارية المعنية (التعليم، الصحة، النقل، التعاون الوطني...) بالانخراط الفعلي في برنامج "عطلة للجميع"، عبر توفير البنيات التحتية وفضاءات الإيواء خلال فترة التخييم، تأكيدًا على أن هذا البرنامج يمثل سياسة حكومية شاملة، لا يقتصر فقط على وزارة الشباب والثقافة والتواصل.

- التعجيل بإخراج الوكالة الوطنية للطفولة، قصد تحقيق التقائية السياسات العمومية الموجهة لهذه الفئة، وتفادي التشتت المؤسساتي.

- وقف ما وصفته الجمعية بـ"نزيف الإجهاز" على الفضاءات التخييمية ومراكز الاستقبال، والتي باتت مهددة بفعل تفويتات عقارية واعتبارات ربحية، في ظل إغلاق أو تفويت عدد من مراكز التخييم التاريخية (بوزنيقة، المهدية، سيدي رحال، الانبعاث، الهرهورة، طماريس...).
 
- رفع الميزانية المخصصة لقطاع الطفولة والشباب ضمن قانون المالية لسنة 2026.
وفي ما يخص وزارة الشباب والثقافة والتواصل، دعت الجمعية إلى الإسراع بفتح 52 مركز استقبال مغلق منذ سنتين، وتفعيل مبدأ الديمقراطية التشاركية في صياغة استراتيجية وطنية مندمجة للتخييم، مع تطوير الشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، وتمكينها من صلاحيات موسعة لتدبير هذا الورش الوطني، مع اعتماد مبدأ المحاسبة وتوفير الإمكانيات المادية والبشرية واللوجستية الكفيلة بتجويد الأداء.
 
كما شددت الجمعية على ضرورة إصلاح الترسانة القانونية المنظمة لعملية التخييم، التي وصفتها بـ"المتقادمة والمنتمية إلى الحقبة الكولونيالية"، والدفع بمسار مهننة فئة المنشطين السوسيو-تربويين، كمدخل لتحسين جودة العرض التربوي الوطني.
وفي ذات السياق، طالبت الجمعية بتفعيل الصندوق الوطني لإصلاح المخيمات، وفتح نقاش وطني حول شروط ومعايير الاستفادة من العرض الوطني للتخييم، مع الدعوة لإنشاء متحف وطني لحفظ ذاكرة الحركة الجمعوية التربوية، واقتراح تسمية عدد من فضاءات التخييم بأسماء رموز وطنية ساهمت في ترسيخ هذا الإرث الجمعوي.
 
وعلى مستوى الفاعلين الآخرين، وجهت الجمعية نداءً إلى الجامعة الوطنية للتخييم من أجل:
- فتح نقاش حول مضامين التكوينات المعتمدة، وربطها بالتحولات التربوية والتكنولوجية الراهنة.
- الترافع من أجل توسيع الحصيص الوطني لتمكين أكبر عدد ممكن من الأطفال من الاستفادة من التخييم.
- تخصيص ميزانيات لدعم الجمعيات في تنظيم الملتقيات والدورات الدراسية والأنشطة التربوية الموازية.
  
كما دعت اتحاد المنظمات المغربية التربوية إلى مواصلة الترافع لحماية مؤسسات الطفولة والشباب من محاولات التراجع، والمساهمة في بلورة استراتيجية وطنية للشباب تستجيب لحاجياته الأساسية في مجالات التعليم، التشغيل، والصحة.
 
من جهتها، لم تُغفل الجمعية دور الجماعات الترابية، التي دعتها إلى المساهمة في بناء وتشييد فضاءات جديدة للتخييم، وتفعيل دعمها للجمعيات في إطار شفاف ومنصف، يعزز العدالة المجالية ويثمن تنوع وثراء الموروث الثقافي المغربي.
 
وفي ختام النداء، أكدت جمعية المواهب للتربية الاجتماعية أن فضاء التخييم يشكل ركيزة أساسية في منظومة التنشئة الاجتماعية، ومجالًا خصبًا لبناء شخصية الطفل المغربي، وتعزيز روح المواطنة والمسؤولية لديه، مبرزة أن الحركة الجمعوية، باعتبارها فاعلًا مدنيًا وتربويًا، تظل شريكًا استراتيجيًا في هذا الورش الوطني، بما راكمته من تجارب وخبرات ميدانية.
 
يذكر أن جمعية المواهب للتربية الاجتماعية، التي تأسست سنة 1965، تعد من أعرق المنظمات التربوية بالمغرب، ولعبت دورًا محوريًا في ترسيخ ثقافة التخييم والعمل المدني التطوعي، كما ساهمت في تأسيس عدد من الإطارات الوطنية، من بينها اتحاد المنظمات المغربية التربوية، واللجنة الوطنية للتخييم، والجامعة الوطنية للتخييم.