Tuesday 8 July 2025
مجتمع

امحمد المذكوري: لا للإجهاز على ما تبقى من مخيمات أبناء الشعب المغربي

امحمد المذكوري: لا للإجهاز على ما تبقى من مخيمات أبناء الشعب المغربي امحمد المذكوري ومشهد لمخيمات الشباب في إفران
عرفت المخيمات التي تقع تحت السلطة الحكومية المكلفة بالشباب تقلصا جديدا بإقفال مخيمات اخرى في بداية هذا الشهر بعد برمجتها وتوزيعها وتسجيل الأطفال بها وتسمية مديريها ومسؤوليها، وهي مخيم عين خرزوزة ومخيم بنصميم بإقليم ايفران، وللعلم فمخيم تيومليلين المجاور مقفل منذ أكثر 15 سنة وتم بعده إقفال مخيم القوات المساعدة بجانبه بعد أن تخلت عنه هذه الاخيرة، وكذا مخيم عائشة مبارك (4 سنوات) في نفس الشريط....؛ مما يطرح تساؤلات واستغرابات.
 
لا أعط درسا لأحد ولا ادعي ذلك، ولكني اطرح مسطرة ومنهجية ادارية حنى نرى أو نتعرف أين الخلل:
● تبرمج الميزانيات بناء على دراسات وتقارير داخلية وخارجية، ومن ثمة فهناك من ناقش موضوع تحضير وترميم وإصلاح المخيمات قبل اعتماد مشروع الميزانية على مستوى الوزارة لطرحها على الحكومة ثم على البرلمان قبل بداية السنة، وعلى مستوى وزارة المالية محليا ووطنيا،
● تعمل المصالح الجهوية والاقليمية قبل صرف الاعتمادات على برمجة المشاريع والمقترحات،
● تفتح الاعتمادات بناء على برنامج ينطلق من الإقليم إلى المركز بناء على توجيهات من المركز الى الاقاليم،
● تقوم الأقاليم بمعاينات وزيارات ميدانية قبل استدعاء اللجنة الإقليمية المختلطة التي لها علاقة بالموضوع،
● تجتمع اللجن، وتقوم بمعاينات وزيارات ميدانية، لا بد انها تقارير وبكل تأكيد صور، وتتخذ القرارات.
● وتنطلق عمليات "التحضير" الترميم والجير وتوزيع الكهرباء وإصلاح المرافق.. وشراءات (هذه السنة لتعويض خيام الزلزال) بصيغ طلبات عروض أو طلبيات مع مقاولين....
 
ثم أصدر السيد الوزير قرارا بتنظيم فعاليات البرنامج الوطني للتخييم موقعا بتاريخ 26 يونيو يحدد هيكلة المخيمات كلها وحمولاتها ومسؤوليها وتواريخها! بعد أن صدر منذ 10 يبراير سنته مقرر السيد الوزير بشأن إطلاق البرنامج الوطني للتخييم.
 
مع ملاحظة ان قرار يونيو لا يسند إلى الجامعة اي دور أو مسؤولية! الا إشارة يتيمة في منطلقات القرار!
وتنطلق منهجية خاصة بين الوزارة والجامعة، مرقمنة، للبرمجة والتوزيع والحصيص والتوطين، وسنقفز على ما يجري داخل الجمعيات، وطنية أو محلية، من مناقشات ومزايدات حول المراكز والحمولات المقررة، والاندماج القسري بالخصوص بالنسبة للجمعيات المحلية.
 
ثم تبدأ مسيرة استخراج الرخص والتأمين وحجز التنقل...
والأجهزة المشرفة كان يمكنها أن تقوم بتحضير المخيمات منذ بدء صرف ميزانية2025, وعند زيارات اللجنة المشتركة كان يمكن الوقوف على حقيقة الواقع لا بعد أن تقرر الأجهزة فتحها وتوزيعها وبرمجتها. يجب اصدار بيان في الموضوع، لنجد أنفسنا ذات صباح امام قرار اغلاق المخيم!!
 
واعجباه: أطيلة هذه المدد لم تستطع الجهات المسؤولة اتخاذ قرار مناسب بضرورة تصحيح وضعية أو ضرورة استبدال أشياء بأخرى أو ضرورة إعادة النظر بجدية وجذريا في الموضوع قبل أن يفتح رسميا ويتوقف بشكل غريب.
 
لقد كانت حركة الطفولة الشعبية بجانب منظمات أخرى بالخصوص " لاميج" من السباقين منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى الدعوة لإغلاق المخيمات (مؤقتا) لعدم جاهزيتها، واقتراح تحويل كل الاعتمادات الى الإصلاح والتجهيز مع تعبئة موارد أخرى يمكن الاتفاق حولها، ودخلت الحركة بمشروع خرزوزة في هذا الاطار، في اطار مفهوم جديد بتخصيص المخيمات للجمعيات وليس بتفويتها قصد العمل على تجديدها وتطويرها وتدبيرها بشكل مشترك مع الوزارة الوصية، وتم احياء مخيمات فرعية فيه وجهزت بالماء والكهرباء واستبدلت الخيمة بالأكواخ المبنية.....بأوراش شبابية وتعبئة مالية ضخمة ومساندة من الوزارة ، ولكن توقفت الاوراش بتدخلات مغرضة، وقدمنا العديد من الاقتراحات التعديلية لفتح المخيم والى غاية السنتين الأخيرين اقترحنا اوراشا استثنائية مشتركة لفتح جزء من المخيم ( ولو لحوالي 500) ولكن نية مبيتة وتلكؤ متعمد حالت دون ذلك، وللتاريخ نسجل أنه تم تجديد العديد من مراكز التخييم في إطار برامج مختلفة منذ مدة الى اليوم الى مخيمات الجيل الجديد (جديد) ب "مواصفات معمارية وتربوية دولية"!، وقد سجل في حينه من طرف العديد من الفاعلين ملاحظات لم يؤخذ بها مع الأسف منها على الأقل اصطفاف الاكواخ على شكل ثكنات عسكرية وانعدام ساحات للعب وليس للرياضات وعدم التفكير في خلق مجالات ظليلة ومشكل تكييف هذه الاكواخ...، وفي كل سنة يقدم العديد من المسؤولين وعودا بضم العديد من المخيمات التاريخية المعروفة الى برامج التجديد هذه وتخصيص ميزانيات! بدون نتيجة وبدون توضيح. وللتذكير والتأكيد فحركة الطفولة الشعبية تجمعها مع الوزارة اتفاقية جددت ثلاث مرات وزكيت من أكثر من 5 وزراء من أجل إعادة هيكلة المخيم واصلاحه وتوزيعه، وهو ما تم في ارض الواقع مع كل العقبات ومحاولات التناسي والتجاوز.
 
وبهذا تتأكد الرغبة المبيتة لترك الحالة تتدهور حتى تتمكن الأجهزة من التخلي النهائي، مثل تيومليلين ومخيم القوات المساعدة بالخصوص، و"تفويتها" إلى الخواص!!!
 
افتحوا المخيمات لأبناء الشعب عوض الإجهاز عليها إنها جسدت للعديد من الأجيال شعار: مستقبل أفضل مع كل تجربة.