Thursday 5 June 2025
فن وثقافة

مؤتمر دولي محكم حول المسرح والرواية والسينما بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة

مؤتمر دولي محكم حول المسرح والرواية والسينما بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر

تؤكد جامعة شعيب الدكالي بالجديدة مرة أخرى انفتاحها على الأسئلة الجوهرية في الثقافة والأدب والفن، واهتمامها باحتضان محافل علمية أكثر ارتباطا بحركية المجتمع والعلاقات الدولية المثمرة والغنية. في هذا المساق، احتفى أكاديميون مغاربة وأجانب، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي المحكم، بموضوع: "المسرح، الرواية، السينما، سؤال التخييل والهوية والذاكرة" يومي 22-23 ماي 2025 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

افتتح هذا المحفل العلمي، رئيس الجامعة بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم وعرض النشيد الوطني للمملكة المغربية. لم تكن كلمته مجرد كلمة ترحيبة، بل أشاد فيها بموضوع هذا المؤتمر وأسئلته وتنوع الدول والجامعات المغربية المشاركة فيه، واعتزاز الجامعة بالتفاعل مع هذا الانفتاح عبر تعميق النظر إلى الفنون والآداب ودورها الفعال في إثارة الأسئلة الإنسانية والهوياتية واهتمامها بالذاكرة. كما خص القائم بالأعمال بسفارة جمهورية العراق بالمملكة المغربية بكلمة شكر خاصة ورفيعة على حضوره افتتاح المؤتمر، وأكد على ضرورة التعاون بين البلدين في مجال البحث العلمي والثقافي، ولم يفت رئيس الجامعة أن يشكر المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل الذي حضر نيابة عن وزير الشباب والثقافة والتواصل.

وتثمينا للعلاقات المغربية العراقية العميقة والمتينة، شهد هذا المحفل العلمي حضور القائم بالأعمال بسفارة العراق الذي قدم بالمناسبة كلمة راقية عبر فيها عن شكر أنيق وكامل لرئاسة الجامعة والكلية واللجنة المنظمة والمشاركين في المؤتمر وحاضريه من الأساتذة والطلبة الباحثين، كما تضمنت كلمته إشادته بالعلاقات القوية بين العراق والمملكة المغربية، وبليغ سعادته بحضور المحافل العلمية والثقافية المغربية، وعن استعداد العراق الدائم للتعاون في هذا المجال تثمينا للعلاقات الأخوية القوية بين البلدين الشقيقين.

وتضمنت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة عميقة لنائب العميد المكلف بالبحث العلمي والشراكة والتعاون جمعت بين الشكر وسياق اللقاء وأهمية موضوعه، ثم تلتها كلمة مدير مختبر البحث في علوم اللغة والخطاب والدراسات الثقافية عرض من خلالها باختصار أنشطة المختبر وأهمية هذا المؤتمر وعمق الأوراق البحثية المقدمة فيه. شملت الجلسة الافتتاحية التي ترأسها الدكتور محمد صبري أيضًا كلمة لرئيس شعبة اللغة العربية، وورقة للجنة تنسيق المؤتمر وتنظيمه رحب فيها ذ. عبد العزيز بنار بالضيوف والأكاديميين المشاركين في هذا اللقاء العلمي والأساتذة والباحثين، والشركاء ووسائل الإعلام، وأهمية اختيار موضوع المؤتمر وراهنية أسئلة التخييل والذاكرة والهوية والإبدالات التي عرفتها المقاربات الحديثة لهذه الفنون التي ستناقشها الأوراق البحثية، وتنويهه بالدور الكبير الذي أداه نائب رئيس الجامعة المسؤول عن البحث العلمي في التشاور والتعاون لإنجاح هذا المؤتمر.

تكريمات:

تكريسا لثقافة الشكر والعرفان وفي أجواء إنسانية مجللة بكل معاني الامتنان، تم تكريم الأستاذين الجليلين الدكتور عز العرب ادريسي أزمي والدكتور عبد الرحيم الرواي تقديرا للخدمات الجليلة التي قدماها للدرس الجامعي والبحث العلمي بالجامعة، تدريسا وتأطيرا وإنتاجا. كما تم تكريم المخرجة المقتدرة فاطمة علي بوبكدي اعترافا بعطائها الفني الغني والمتنوع في المشهد السينمائي المغربي، إذ تفضل رئيس الجامعة وباقي الشخصيات الرسمية التي حضرت الجلسة الافتتاحية بتقديم هدايا تحمل بعض المعالم التراثية العريقة بمدينة الجديدة للقائم بالأعمال بسفارة العراق بالمملكة المغربية، ودروع شكر وعرفان وهدايا أخرى للمكرمين من طرف مختبر البحث في علوم اللغة والخطاب والدراسات الثقافية والمديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – جهة الدار البيضاء سطات، ومؤسسة عبد الواحد القادري بالجديدة، ومركز عيون ثقافية للدراسات والأبحاث والنشر، ومركز أجيال 21 للمواطنة، وجمعية ربيع الإبداع، والجمعية الإسماعيلية.

أسئلة الأدب والفن والمقاربات الجديدة

شارك في المؤتمر أكثر من أربعين أكاديميا وناقدا من جامعات مغربية وعربية، ناقشوا قضايا التخييل والهوية والذاكرة في المسرح والرواية والسينما، عبر جلسات متعددة غنية ومثمرة، وغطى التقرير تفاصيلها كما ورد في نصك أعلاه.

أكثر من مجرد مؤتمر:

لقد استطاع المؤتمر إتاحة فرصة لألمع الباحثين الذين تجمعهم قواسم مشتركة يشدها البحث الرصين والحضور المستمر في المشهد النقدي الحديث عربيا ومغربيا، علاوة على تجديد الأدوات الإجرائية التي يتوسلون بها في تأويل النصوص والأجناس الأدبية بوصفها أشكالا فنية لها خصوصيتها. كان هدف المؤتمر هو استكشاف القضايا الفنية والخصائص النوعية التي صاحبت تطور الأشكال التعبيرية، إضافة إلى المداخل النظرية ما بعد الحداثية التي أتاحتها الأوراق البحثية ضمن فعاليات المؤتمر. إن الفنون التي سلط المؤتمر العلمي الضوء عليها قد ساهمت في فهم حركية المجتمع والتقاط الأسئلة التي يمور بها الواقع. وقد تكشف هذا الانشغال من خلال العوالم التخييلية التي تعامدت في النصوص الروائية والمسرحية والإنتاجات السينمائية. بخلاصة، كان المؤتمر مناسبة لحوار ثقافي مغربي–عربي، فضاؤه الجامعة.