Wednesday 4 June 2025
فن وثقافة

انطلاق أشغال الملتقى الأول للمكتبات الوطنية العربية

انطلاق أشغال الملتقى الأول للمكتبات الوطنية العربية خلال افتتاح أشغال الملتقى الأول للمكتبات الوطنية العربية

تحت شعار: “الذكاء الاصطناعي في خدمة المكتبات والتراث الوثائقي”، افتُتِحت، الاثنين 2 يونيو 2025 بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، أشغال الملتقى الأول للمكتبات الوطنية العربية، الذي ترأسته سميرة المليزي، مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية.

وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في كلمة تلتها نيابة عنه مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، غزلان دروس، بالمناسبة:
إن التعاون العربي في مجال المكتبات الوطنية هو ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات المشتركة والمتسارعة التي تفرضها الثورة الرقمية.

وأضاف بنسعيد أن المجتمعين في هذا الملتقى مطالبون بتعزيز العمل المشترك، وتبادل الخبرات، ووضع رؤية موحدة لتحديث وتطوير مكتباتنا الوطنية، وتوسيع خدماتها وتعزيز دورها، بحكم الدور الذي تلعبه هذه المكتبات كرافعة أساسية للتنمية المستدامة على الصعيدين الثقافي والأكاديمي، مبرزًا تموقعها في صلب التحول الرقمي وفي قلب اهتمامات المجتمعات، خاصة فئة الشباب، ومذكّرًا بدعم الوزارة الثابت لكافة المبادرات الهادفة إلى النهوض بالمشهد الثقافي العربي، مشيرًا إلى أن هذا الملتقى يشكّل منصة فاعلة للحوار والتخطيط والعمل.

وفي كلمتها الترحيبية، ركزت سميرة المليزي، مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، على أهمية هذا الملتقى الأول من نوعه في تطوير خدمات المكتبات الوطنية العربية وتجسير علاقات التعاون والتكامل فيما بينها، مؤكدة أن استضافة الملتقى الأول للمكتبات الوطنية في الوطن العربي بالرباط، مدينة الأنوار، يأتي تأكيدًا على التزام المملكة المغربية بتطوير قطاع المكتبات، من خلال تبني أفضل الممارسات الحديثة، والارتقاء بجودة خدماتها وكذا تعزيز دورها كمراكز حيوية للمعرفة والثقافة. وأوضحت أن دول العالم أصبحت ترسم استراتيجيات التنمية من خلال أسس علمية ترتكز على المعرفة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي، مشددة على أهمية هذا الملتقى في ترسيخ المعرفة، وحماية الهوية الثقافية ودعم التنمية المجتمعية المستدامة، باعتباره حدثًا مميزًا لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين مديري المكتبات والقيادات المعنية، بما يسهم في تطوير استراتيجيات رقمية تفتح آفاقًا جديدة أمام المكتبات الوطنية في الوطن العربي.

أما مدير مكتب اليونسكو لمنطقة المغرب العربي بالرباط، إيريك فالت، فأوضح في كلمته أن الملتقى يأتي في لحظة حاسمة بالنسبة للمكتبات ومؤسسات الذاكرة، للحفاظ على التراث الوثائقي، مذكرًا بتحذير اليونسكو منذ عدة سنوات من الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في جميع المجالات.

وأوضح فالت أن الدول الأعضاء في المنظمة الأممية اعتمدت سنة 2021 توصية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مبرزًا أن الأمر يتعلق بنص رائد، وأول إطار عالمي لوضع المعايير في هذا المجال، يقترح مبادئ واضحة وإجراءات ملموسة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الرئيسية، بما في ذلك المكتبات والمحفوظات والمتاحف.

أما المدير العام للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الألكسو)، محمد ولد أعمر، فقد وقف عند شعار هذا الملتقى الأول، وهو: “الذكاء الاصطناعي في خدمة المكتبات والتراث الوثائقي”، باعتباره يمثل عنوانًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين صون الذاكرة الجماعية للأمة واستثمار أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال الحيوي، مشددًا على أن المكتبات لم تكن يومًا مجرد خزائن للكتب، بل كانت دائمًا قلبًا نابضًا للمعرفة وجسرًا يصل الماضي بالحاضر والمستقبل، لأن التراث الوثائقي هو كنز الأمة المكنون، وسجلها الحي الذي يحفظ هويتها وتاريخها، ويشكّل الأساس الذي تُبنى عليه الدراسات والبحوث وتُستقى منه التجارب والدروس.

وقد تواصلت أشغال هذا الملتقى في جلسات تستمر إلى مساء الغد الثلاثاء، حول عدة محاور لها ارتباط بالموضوع المحوري للملتقى.

وسُجّل، من جانب آخر، دخول الذكاء الاصطناعي إلى هذا العالم المعرفي ليمنحه أداة متقدمة تعزز جهوده وتوسّع من قدراته، بما في ذلك رقمنة الأرشيفات والمخطوطات بدقة وسرعة، وتحليل النصوص القديمة وفهم سياقاتها، فضلًا عن توفير خدمات بحث ذكية وتوصيات مخصصة للمستخدمين.

وبالنسبة للأمين العام للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، كريم حميدوش، فإنه "من الضروري استحضار التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي على مستوى التقانة والأخلاقيات في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم حاليًا".

وأضاف حميدوش أن هذا الملتقى يكتسي أهمية بالغة بحكم كونه يشكّل فرصة للتداول بشأن المحافظة على المخطوط وتثمينه، وتبادل الخبرات المثمرة والناجحة.

ويعرف برنامج الملتقى الأول للمكتبات الوطنية في الوطن العربي، الذي ينعقد على مدى يومين، تنظيم أربع جلسات رئيسية تناقش تباعًا مواضيع: “دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات بالمكتبات الوطنية”، و“إدارة التراث المخطوط: الغنى والتنوع وإكراهات المحافظة والإتاحة”.

ويتمحور موضوع الجلستين الثالثة والرابعة لهذا الملتقى، الذي تنظمه المكتبة الوطنية للمملكة المغربية التابعة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بتعاون مع كل من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومنظمة اليونسكو واللجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم، حول “تجارب المكتبات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي”