Saturday 31 May 2025
جالية

المغرب ضيف شرف مهرجان صوفيا لفنون الطبخ: جسر بين الثقافات برائحة الذوق ونبض الحوار

المغرب ضيف شرف مهرجان صوفيا لفنون الطبخ: جسر بين الثقافات برائحة الذوق ونبض الحوار زكية الميداوي، سفيرة المغرب ببلغاريا ومشهد من المهرجان
تحت رعاية سفارة المملكة المغربية لدى جمهورية بلغاريا، نُظمت النسخة الأولى من "مهرجان صوفيا لفنون الطبخ"، في أجواء احتفالية دافئة ونابضة بالنكهات، حيث امتزجت الروائح الزكية بالألوان الزاهية والأنغام المتنوعة. 
 

وقد اختار هذا الحدث، الذي يحتفي بتقاليد الطهي والثقافات الشعبية في القارات الخمس، أن يسلّط الضوء، في دورته الأولى لعام 2025، على الثراء العريق للمطبخ المغربي، كرمز حي للامتداد الحضاري والتنوع الثقافي.
 
وفي كلمتها الافتتاحية، عبّرت زكية الميداوي، سفيرة المملكة المغربية لدى جمهورية بلغاريا، عن سعادتها بتنظيم هذا الموعد الثقافي البارز، مشيدة بـ"الجهود المتميزة التي بذلها جميع المنظمين، بصفتهم صناعًا حقيقيين لحدث يُجسد قيم الصداقة، والتعددية الثقافية، والتعاون الفني، والتضامن، والتسامح، والسلام."
 
 
وقد اختير لهذه الدورة شعار "طَعم الكوكب"، لتكون بمثابة تحية نابضة لما هو أكثر ما يوحّد الإنسانية في جوهرها المشترك: قدرتها على نسج الروابط عبر فنون الطبخ، وعلى نقل الحكايات من خلال النكهات والعطور، وبناء السلام من بوابة الحواس. إنها فرصة فريدة للجمهور البلغاري والدولي لاكتشاف عالم فن الطبخ المغربي، هذا الفن العريق الذي تشكل عبر قرون بفعل التقاء مؤثرات أمازيغية، أندلسية، يهودية، إفريقية ومتوسطية، حيث تُعد الضيافة، والتقاسم، والتوارث قيمًا ثقافية أصيلة ومتجذرة في المعيش المغربي.
 
 
لكن المهرجان لم يقتصر على استعراض فنون الطهي، بل سلط الضوء كذلك على القيم المشتركة التي تجمع بين المغرب وبلغاريا، وفي طليعتها قدسية المائدة كفضاء للذاكرة، وللجماعة، وللضيافة، والكرم.
 
 
وقد تميزت هذه الدورة بطابعها الدولي التعددي، حيث شاركت دول عديدة من بينها مولدافيا، إندونيسيا، مصر، بالإضافة إلى بلغاريا، البلد المضيف. وقد تنقل الزوار عبر محطات هذا المهرجان في رحلة حسية حول العالم، تخللتها أطباق تقليدية رمزية، وعروض موسيقية ورقصات فلكلورية، وأزياء شعبية، ومنتوجات يدوية تعبّر عن هوية ثقافية أصيلة. 
 
 
وقالت السفيرة زكية الميداوي في كلمتها بهذه المناسبة" : أن مشاركة هذه الدول تذكّرنا بأن التنوع الثقافي ليس حاجزاً، بل جسراً. فهو مصدر للدهشة، ووسيلة للحوار، ودعوة للتغني بالغنى المتبادل. "
 
ومن بين أبرز لحظات المهرجان، لوحات فنية حية تمثلت في عروض رقص فلكلوري قدمتها وفود الدول المشاركة، وكان من بينها عرض متميز قدّمته فتيات بلغاريات ارتدين القفطان والتكشيطة المغربية، وقدّمن لوحات راقصة مستوحاة من التراث الشعبي المغربي – في مشهد جسّد رمزية التلاقي الثقافي وعمق التبادل الحضاري.
 
 
وقد تم تعزيز هذه العروض الفنية ببث ريبورتاجات مرئية مخصصة للدول المشاركة، من بينها شريط وثائقي حول المغرب المعاصر بتعدديته وانفتاحه، عُرض طيلة المهرجان، في تجسيد لرغبة أكيدة في إبراز الهويات الثقافية بكل غناها وتنوعها.
 
 
أما على المستوى الذوقي، فقد أُتيحت للزوار فرصة تذوق أطباق مغربية أصيلة من طاجين، وكسكس، وبسطيلة، وحلويات، وشاي بالنعناع المغربي، وذلك في أجواء موسيقية تخللتها أنغام فن الملحون، هذا الفن الشعري الغنائي العريق الذي يُعد أحد أعمدة التراث اللامادي المغربي.
 
 
وقد تعززت هذه التجربة الحسية بمعرض فوتوغرافي مخصص للمغرب، أتاح للحضور فرصة التمتع بجماليات بصرية آسرة، تعكس روعة مناظره الطبيعية، وغنى حرفِه التقليدية، ونبض حياته اليومية، في تناغم أخّاذ بين الأصالة والمعاصرة.