Monday 12 May 2025
مجتمع

يونس فيراشين: المدرسة في المغرب تعمق الفوارق الاجتماعية وتهدد التماسك الاجتماعي

يونس فيراشين: المدرسة في المغرب تعمق الفوارق الاجتماعية وتهدد التماسك الاجتماعي يونس فيراشين، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم (ك د ش)
أكد يونس فيراشين، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم (ك د ش)، أن ملف التعليم في المغرب يُعدّ من أبرز القضايا التي تُثير النقاش داخل المجتمع المدني والسياسي. وأشار خلال الندوة الفكرية  التي  نظمتها أكاديمية المهدي بن بركة للدراسات الاجتماعية والثقافة العمالية، حول موضوع "المسألة التعليمية بالمغرب"، يوم السبت 10 ماي 2025، بالدار البيضاء، إلى أن تاريخ التعليم في بلادنا هو تاريخ أزمة متواصلة وتاريخ خطاب إصلاح لم يؤتِ ثماره، طارحا سؤالا محوريا : "أي إصلاح نريد؟ وأي مجتمع نريد؟ .

واستعرض فيراشين، خلال مداخلته مسيرة الإصلاحات التربوية في المغرب منذ الميثاق الوطني للتعليم مروراً بالمخطط الاستعجالي والرؤية الاستراتيجية، وصولاً إلى خارطة الطريق الحالية. وشدَّد على أن هذه المشاريع جميعها "لم تحل أزمة التعليم، وظلت تراوح مكانها بسبب قطيعة بين كل مرحلة وأخرى وعدم البناء على التجارب السابقة".

واعتبر أن التكرار دون نتيجة يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات الرسمية والمجتمعية، وهو ما بات يهدد مشروع المدرسة العمومية كفضاء للترقي الاجتماعي والإدماج الفكري والمهني للمواطنين.

على الرغم من التشخيصات السوداوية لواقع المدرسة العمومية، أكد فيراشين أن "التعليم العمومي ليس تعليماً كارثياً"، مشيرًا إلى أنه لا يزال يمثل ركيزة أساسية لبناء الدولة والمجتمع، وأن تحطيم صورته يخدم سياسات تهدف إلى تهميش هذا القطاع وتفكيكه تدريجيًا تحت غطاء الإصلاح.

وأوضح أن ما تدافع عنه النقابة الوطنية للتعليم هو "تعليم وطني عمومي يضمن الإنصاف والجودة والمجانية، باعتباره حقاً إنسانياً أساسياً يجب أن يتوفر لكل طفل مغربي، بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية أو الاقتصادية".

وجرد فيراشين مجموعة من المعطيات الإحصائية التي تدلل على تدهور الثقة في المدرسة العمومية وتحول الأسر إلى التعليم الخاص مثل : 16في المائة   من المتمدرسين في المغرب يتتبعون دراستهم في التعليم الخاص،  في مدينة الدار البيضاء، يدرس 50 في المائة  من المتمدرسين في التعليم الخاص، وفي نيابة أنفا وحدها، ترتفع هذا النسب إلى 70 في المائة.

وأوضح المسؤول النقابي، إلى أن الأسرة المغربية تساهم اليوم بنسبة 30في المائة  في تمويل التعليم، وهي نسبة كبيرة لا تستطيع جل الأسر تحملها، مما يعكس عمق الهوة بين الخطاب الرسمي والتوجهات العملية.
 
وفي معرض جوابه عن سؤال: "أي إصلاح نريد؟"، طرح فيراشين مجموعة من الأولويات الأساسية لإصلاح حقيقي ومستدام، منها:
1- توحيد التعليم في جميع أسلاكه ، لضمان تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين.
2- الاهتمام بالعنصر البشري، باعتباره الركيزة الأساسية لأي تغيير فعال.
3- إعادة الاعتبار لصورة المدرس ولمهنة التدريس، عبر تحسين ظروف العمل ورفع القيمة المعنوية والمادية للمهنة.
4- مراجعة البرامج والمناهج التعليمية ولغة التدريس، لتتناسب مع حاجيات التلاميذ ومتطلبات العصر.
5- توفير إرادة سياسية شاملة ومدروسة، تنطلق من مبدأ الديمقراطية الحقيقية ومشاركة جميع الفاعلين التربويين والاجتماعيين.

ويرى فيراشين أن الحل الحقيقي لا يمكن أن يتحقق بدون إرادة سياسية حقيقية تضع التعليم في صلب المشروع المجتمعي والتنموي للبلاد، لأن مستقبل المغرب يبدأ من المدرسة، ومن تعزيز حق التلميذ في تعليم عادل وجودة عالية.