Sunday 4 May 2025
مجتمع

أكادير.. ورشة جهوية تكشفُ نتائج دراسة ميدانية تُقاربُ إدماج المهاجرين في سوس ماسة

أكادير.. ورشة جهوية تكشفُ نتائج دراسة ميدانية تُقاربُ إدماج المهاجرين في سوس ماسة جوانب من أشغال الورشة
احتضنت مدينة أكادير أشغال الورشة الجهوية لتقديم نتائج أداة التشخيص الحضري، المنظمة من طرف المنظمة الدولية للهجرة، بشراكة مع جماعة أكادير، وبدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية.

وتندرج هذه المبادرة في إطار اتفاقية شراكة تهدف إلى دعم الجهود المحلية في إدماج المهاجرين وتحسين ظروف عيشهم، بما يتماشى مع توجهات الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، التي أرسى المغرب معالمها منذ سنة 2013، وجعل منها إطارا مرجعيا قائما على مبادئ حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والتنوع الثقافي، والعيش المشترك.
وشهدت هذه الورشة حضور ممثلين عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وولاية جهة سوس ماسة، ومجلس جهة سوس ماسة، إلى جانب عدد من المؤسسات الوطنية والجهوية والمنظمات الدولية، وممثلين عن المجلس الجماعي لأكادير.

 وشكّلت هذه الورشة فضاء للحوار والتفكير الجماعي حول السبل الكفيلة بتعزيز اندماج المهاجرين في النسيج الترابي والاجتماعي والاقتصادي للمدينة.

واستعرضت الورشة نتائج دراسة ميدانية موسعة شملت مدينة أكادير وعددا من الجماعات المجاورة في أيت عميرة، والقليعة وسيدي بيبي، عبر مقاربة تشاركية استندت إلى آراء ومساهمات أزيد من 185 مهاجرا و21 فاعلا من المؤسسات والمجتمع المدني.

وقاربت الدراسة مختلف محاور الإدماج، من ضمنها التعليم، حيث تم تسجيل حضور مشجع للأطفال داخل المؤسسات التعليمية، مع إبراز أهمية تعزيز تعلم اللغات وتقريب المؤسسات التعليمية من مناطق الإقامة، لتحفيز استمرار التمدرس والتكوين المهني.

وفي محور الصحة، سجلت الدراسة استفادة المهاجرين من خدمات الرعاية الأساسية، مع الدعوة إلى توسيع البرامج الصحية لتشمل خدمات الصحة النفسية، ح لما تتركه تجربة الهجرة من آثار عاطفية ونفسية تتطلب مواكبة خاصة.

أما على مستوى السكن، فقد تناولت الدراسة أنماط الإقامة المتبعة لدى المهاجرين، مشيرة إلى ضرورة ابتكار حلول سكنية تراعي كرامة العيش وظروف الدخل المحدود.

وبخصوص التكوين المهني، عبّر عدد كبير من المهاجرين عن رغبتهم في تطوير مهاراتهم، مما يشكل فرصة حقيقية لتوسيع عروض التكوين بما يتلاءم مع حاجياتهم وظروفهم المعيشية.

 كما أبرزت الدراسة دينامية المهاجرين في سوق الشغل المحلي، وضرورة توفير آليات مؤسساتية تُعزز الاندماج المهني وتثمن الكفاءات المكتسبة.

وفي ما يخص محور المواطنة والحقوق، تم تسجيل مؤشرات إيجابية في انخراط المهاجرين في الحياة المجتمعية، مع التأكيد على أهمية مواصلة مجهودات التوعية القانونية والمرافقة الاجتماعية.

كما تمت الإشارة إلى أهمية تقوية التماسك الاجتماعي عبر مبادرات تشاركية ثقافية ورياضية، ترسخ قيم العيش المشترك، وتُسهم في بناء جسور الثقة والانفتاح المتبادل بين المهاجرين والمجتمعات المحلية.

وتخللت الورشة جلسات عمل جماعية ساهمت في بلورة مجموعة من التوصيات العملية، من بينها ضرورة تعزيز تعلم اللغات لدى المهاجرين، وتقليص البعد الجغرافي للخدمات الأساسية، لاسيما التعليمية والتكوينية، بالإضافة إلى توفير خدمات للصحة النفسية، استجابة لحاجيات المهاجرين النفسية والاجتماعية.

واختُتمت الورشة بتجديد الالتزام الجماعي بمواصلة التنسيق والتعاون لإعداد خطة عمل محلية دامجة، تجعل من مدينة أكادير نموذجاً حضريا رائدا في مجال إدماج المهاجرين، ومختبرا وطنيا لحكامة منفتحة ومستدامة لقضايا الهجرة.