Monday 28 April 2025
فن وثقافة

الدكتور أنور الشرقاوي: صورة وتاريخ... الجوق الوطني للموسيقى في الصحراء المغربية

الدكتور أنور الشرقاوي: صورة وتاريخ... الجوق الوطني للموسيقى في الصحراء المغربية محمد أنور الشرقاوي
الدكتور محمد أنور الشرقاوي ( نجل الفنان الراحل صالح الشرقي ):
 
الجوق الوطني للموسيقى التابع لدار الإذاعة والتلفزة المغربية ابى بعض أفراده إلا أن يقوموا بجولة فنية في الأقاليم المسترجعة.

وخير دليل هذه الصورة بالزي العسكري الموثقة في كتاب " La Musique Marocaine, un patrimoine riche eté divetsifié" للموسيقار وعازف القانون صالح الشرقي( يتوسط الصورة)

مقال الزميل عبدالرحيم أريري يذكرنا بهذه الملحمة التاريخية التي أسهم في نجاحها كل مواطنة وكل مواطن.

في ذلك الزمن المضيء، حين كانت رياح الوطن تعصف بأغاني تحرير الصحراء حمل الجوق الوطني لدار الإذاعة والتلفزيون المغربي قلوبه قبل آلاته، وعبر تخوم الصحراء نحو العيون في عاد 1976 ليعزف للوطن، فوق ترابه المسترجع، أنشودة الخلود والانتماء.

لم تكن مجرد رحلة فنية، بل كانت مسيرة قسم وبيعة متجددة. وكان في طليعة هذا العبور المقدس، قامات سامقة من فن المغرب الأصيل: العازف الفذ على آلة القانون، صالح الشرقي، وعازف الكمان " الجيلالي" وعازف " الطر" محمد كرم وآخرون.....
 

بقلوب مؤمنة، وأرواح مشتعلة بحب الأرض، أصروا، مع رفاقهم، أن تكون الصحراء أولى محطات الوفاء، وأن تصدح أنغامهم تحت سماء العيون، حيث امتزجت الموسيقى بنداءات الحرية وصيحات المرابطين.

في تلك الليالي الصحراوية، كان القانون يهمس بأسرار الهوى للوطن، وكان الكمان يبكي ويضحك في آن، مجددًا العهد بأن لا شيء، لا الزمن ولا الأنواء، يمكن أن يفصل المغرب عن صحرائه.

وقف الفنانون جنبًا إلى جنب مع جنودنا البواسل، حفاة القلوب، عراة إلا من الكرامة، مرددين مع الريح والنجوم:
"مغربيةٌ أنتِ أيتها الرمال، مغربيةٌ أنتِ أيتها السماء، مغربيةٌ أنتِ يا عيون!"

عزفوا للمحاربين، غنوا للرمال، بكوا فرحًا تحت الأعلام المرفرفة، وكتبوا بدموع الفرح لحنًا لا يزال يتردد حتى اليوم في ذاكرة الأمة:
لحن الوطن الذي لا يساوم ولا ينكسر.

هكذا خلد التاريخ تلك الصورة... صورة الجوق الوطني، وهو يعزف بدمه لا بأوتاره، في أحضان صحرائنا المسترجعة، تأكيدًا أزليًا على وحدة الأرض والروح والمصير.