مع اقتراب انعقاد المؤتمر الوطني الحادي والأربعين للجمعية المغربية لجراحة العظام والمفاصل (SMACOT)، وهي جمعية تُعنى بالتكوين الطبي المستمر في هذا التخصص، والذي سيتم تنظيمه أيام 24 و25 و26 أبريل 2025 بمراكش، تتجه الأنظار نحو هذا الاختصاص الذي يشهد حيوية كبيرة وتطوراً متسارعاً عبر العالم: جراحة العظام والمفاصل.
وتعد دورة 2025 بحدث مميز، سواء من حيث غنى البرنامج العلمي أو من خلال الحضور المرموق لخبراء دوليين ومغاربة مرموقين.
ويبقى السؤال المشروع: هل تواكب جراحة العظام والمفاصل بالمغرب أحدث ما توصلت إليه العلوم الطبية على الصعيد العالمي؟
الجواب، بكل جزم، هو نعم.
من بين المستجدات البارزة التي ستُناقش هذا العام، نذكر:
تطور التقنيات الجراحية الأقل توغلاً، وهي تدخلات تتم عبر شقوق صغيرة في الجلد بدلاً من الجراحة المفتوحة، مما يقلل الألم ويسرّع الشفاء.
استخدام الروبوتات الجراحية التي تساعد الجرّاح في دقة أكبر خلال العمليات.
ظهور الأطراف الاصطناعية الذكية المتصلة بتطبيقات رقمية على الهواتف، ما يسمح للمريض والطبيب بتتبع الأداء والتحسن.
اعتماد الزرعات الحيوية المصنوعة بتقنية الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، والتي تتيح تصميم أجزاء من العظام أو الغضاريف مطابقة تماماً لاحتياجات المريض.
كما تشق العلاجات الخلوية طريقها بثبات، خاصة في مجال علاج تلف الغضاريف وتأخر التئام العظام بعد الكسور أو العمليات.
لكن الابتكار لا يقتصر فقط على الجانب التقني.
فالجمعية المغربية (SMACOT) تشدد أيضاً على أهمية إعادة التأهيل المبكر، أي بدء العلاج الفيزيائي مباشرة بعد العملية لتسريع استرجاع الوظائف الحركية، وكذلك على تصميم مسارات علاجية فردية تراعي خصوصية كل مريض، إضافة إلى تبني مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار الجانب الجسدي والنفسي والاجتماعي للمريض.
هذه المفاهيم الحديثة باتت جزءاً من الممارسة اليومية للجرّاحين المغاربة، الذين يحرصون على مواكبة الركب العالمي بكل مهنية وطموح.
وتتألق فرق البحث الجامعي من الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش ووجدة وطنجة ومدن مغربية أخري في نشر دراسات دقيقة حديثة د في مجلات علمية دولية.
أما الجيل الجديد من جراحين العظام المغاربة، فيستفيد من تكوين عالي الجودة ومن تبادل الخبرات مع جمعيات علمية أوروبية وأفريقية، مما يرفع من مستواهم بشكل متواصل.
خلاصة القول: جراحة العظام والمفاصل المغربية تساير الركب العلمي الدولي.
إنها تسير جنباً إلى جنب مع التقدم العلمي العالمي، محافظةً على جذورها المرتبطة بالواقع المغربي وظروفه الخاصة.
إنها تسير جنباً إلى جنب مع التقدم العلمي العالمي، محافظةً على جذورها المرتبطة بالواقع المغربي وظروفه الخاصة.
ومؤتمر SMACOT الواحد والأربعين هو خير دليل على هذه الديناميكية المتميزة.
