السبت 19 إبريل 2025
مجتمع

الحفاظ على الخصوبة.. أمل جديد بعد العلاج من السرطان

الحفاظ على الخصوبة.. أمل جديد  بعد العلاج من السرطان الدكتور أنور الشرقاوي والدكتورة بهاء بنعمر
الدكتور أنور الشرقاوي بتعاون مع الدكتورة بهاء بنعمر إختصاصية في بيولوجيا الأنجاب
لطالما همّشت مسألة الخصوبة عند المرضى الذين يواجهون أمراضًا خطيرة، لكنها اليوم تتصدر أولويات الرعاية الصحية.
وبفضل التقدم الكبير في بيولوجيا الإنجاب، أصبح الحفاظ على القدرة على الإنجاب حلمًا ممكنًا وواقعًا مشرقًا.
في خضم صدمة التشخيص، حين يُطرح الحديث عن الكيماوي، أو الأشعة، أو الجراحة، أو العلاجات الهرمونية الطويلة، ينبثق سؤال خافت ولكنه عميق، محمّل بالأمل والحياة : "هل سأتمكن من إنجاب طفل بعد هذه المحنة؟"
سؤالٌ كان يُترك جانبًا في السابق، أمام أولويات البقاء.
لكن اليوم، أصبح الحق في الإنجاب من جديد حقًا أصيلاً، تعترف به المنظومة الطبية، وتضعه في صدارة اهتماماتها. 
والنبأ السار: الطب بات يملك الأدوات لحماية هذا الحلم .
 
علاجات قد تُهدد الخصوبة 
ليست كل العلاجات بلا آثار جانبية على القدرة الإنجابية. 
فالعلاج الكيميائي، خاصةً الأدوية ضد السرطان، قد يُلحق ضررًا بالغًا بالمبيض أو الخصيتين. 
والعلاج الإشعاعي، خصوصًا عند توجيهه نحو الحوض، قد يُضعف أو يُدمر الوظائف التناسلية.
 تضاف إلى ذلك بعض الجراحات الكبرى، والعلاجات الهرمونية طويلة الأمد، بل وحتى بعض العلاجات المناعية الجديدة.
 
بيولوجيا الإنجاب Biologie de la reproduction  في الصف الأول من الدفاع 
لكن الطب لم يبقَ مكتوف الأيدي. فقد طورت بيولوجيا الإنجاب وسائل وتقنيات لإنقاذ القدرة على الإنجاب، حتى في أصعب الظروف وأكثرها استعجالاً.
عند النساء، يمكن اليوم تجميد البويضات أو الأجنة، بل وحتى حفظ أنسجة المبيض — وهو خيار ثمين للفتيات الصغيرات أو عند الحاجة العاجلة.
أما عند الرجال، فإجراء تجميد السائل المنوي أصبح سهلاً وسريعًا.
وفي حالة الأطفال الذكور غير البالغين، يمكن حفظ نسيج الخصية، تمهيدًا لعلاجات مستقبلية.
 
عمل جماعي منظم، فيه علم تفاهم 
وراء هذه الإنجازات يقف تنظيم طبي متكامل. استشارة طبية متخصصة، اتخاذ القرار بسرعة، دعم نفسي صادق كل هذا يوفر للمرضى بيئة آمنة لاتخاذ القرار، وسط عاصفة العلاج.
أصبح الأطباء من جميع التخصصات أكثر وعيًا.
فحين يُتوقع أن يكون للعلاج تأثير على الخصوبة، يجب أن يُبلغ المريض بوضوح وتفاهم. 

الحفاظ على المستقبل، رغم قسوة اللحظة 
لم يعد الحفاظ على الخصوبة رفاهية. 
إنه رسالة حب للحياة، وثقة في الغد. رسالة تقول للمريض: " لديك *أحلام قادمة، والطب *الحديث يمكنه ان يساعدك على تحقيقها.
فمع ازدياد نسب الشفاء وتحسن فرص البقاء، أصبح التفكير في "ما بعد المرض" ضرورة إنسانية. 
وها هي بيولوجيا الإنجاب تمنح الأمل، والأطباء يحتضنون الحلم، والمراكز الطبية المتخصصة تُحول الشك إلى طمأنينة.
المرض قد يغير مجرى الحياة... لكنه لم يعد يسرق الأمل. 
فالخصوبة تُحفظ، والمستقبل يُستعاد، والحلم بالامومة والابوة أصبح ممكنا.